للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(عين يل) يل: ضيعة من ضياع قزوين عندها جبل يخرج من شعب من شعابه ماء حار جدّا، ويجتمع في حوضين هناك يقصدها الزمنى (١) والجربى، وأصحاب العاهات تنفعهم نفعا بينا، وتسمى يله كرمان، والله الموفق للصواب.

[فصل: في الآبار]

أما الآبار فنقول، وبالله التوفيق

(بئر أبي كنود) بطرابلس، من شرب من مائها يتحمق يقال للرجل إذا أتى بما يلام عليه: لا نعتبك؛ فإنك شربت من ماء أبي كنود.

(بئر بابل) قال الأعمش: قال مجاهد: يجب أن يسمع من الأعاجيب، وكان لا يسمع بشيء إلاّ سار إليه وعاينه، فأتى بابل فلقيه الحجاج، وقال: ما تصنع هاهنا؟ قال: لحاجة أن تسير إلى رأس الجالوت؛ لترى بني هاروت وماروت، فأرسل إلى رجل، وقال: اذهب بهذا على هاروت وماروت؛ لينظر إليهما فانطلق به حتى أتى موضعا، وكان هناك يهودي عارف بذلك الموضع فسألاه أن يريهما، فرفع صخرة فإذا شبه سرادب، فقال له اليهودي: انزل معي، وانظر إليهما ولا تذكر اسم الله تعالى، قال مجاهد: فنزل اليهودي ونزلت معه فلم يزل يمشي بي حتى نظرت إليهما مثل: الجبلين العظيمين منكوسين على رءوسهما، وعليهما الحديد من أعقابهما إلى ركبهما فلما رآهما مجاهد لم يملك نفسه أن ذكر الله تعالى فاضطربا اضطرابا شديدا حتى كادا يقطعان ما عليهما من الحديد، فهرب اليهودي ومجاهد تعلق به حتى خرجا، فقال له اليهودي: أما قلت لك لا تفعل ذلك، كدنا والله نهلك.

(بئر بدر) بين مكة والمدينة في الموضع الذي كانت فيه الوقعة المباركة بين رسول الله ومشركي مكة، فقتلوا المشركين ورموهم في البئر فدنا منها رسول الله وقال: «يا عتبة، يا شيبة هل وجدتم ما وعد ربك حقّا؟» فقيل: يا رسول الله، هل يسمعون كلامنا، فقال رسول : «لستم بأسمع منهم!!» (٢).


(١) الزمني: أي المرضي بمرض مزمن.
(٢) حديث صحيح رواه البخاري في المغازي (٧/ ٢٤٠ - ٢٤١) فتح، ومسلم (٨/ ١٦٤)، وأحمد (٤/ ٢٩) من طريق قتادة، قال: ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة أن نبي الله … فذكر الحديث بأتم مما هنا وزيادة (قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما).

<<  <   >  >>