للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكى بعض الصحابة رضي الله تعالى عنه أنه رأى في اجتيازه هناك شخصا خرج من البئر هاربا، فخرج عقبه آخر معه سوط فضربه، وردّه إليها.

(بئر برهوت) بئر بقرب حضرموت، وهي التي قال : «فيها أرواح الكفار والمنافقين»، وهي بئر عادية في فلاة وواد عظيم، وعن علي رضي الله تعالى عنه: أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت، فيه بئر ماؤها أسود منتن، تأوي إليها أرواح الكفار.

(وحكى) الأصمعي (١) عن رجل من أهل حضرموت أنه قال: نجد من ناحية برهوت في بعض الأوقات رائحة فظيعة منتنة جدّا، فيأتينا الخبر بموت عظيم من عظماء الكفار، وذكر أن رجلا بات بوادي برهوت قال: كنت أسمع طول الليل يا دومة يا دومة، فذكرت ذلك لرجل من أهل العلم فقال: إنه اسم الموكّل بأرواح الكفار.

(بئر بضاعة) بالمدينة، في الخبر: أن رسول الله أتى بئر بضاعة، فتوضأ من الدلو، وردها إلى البئر، وبصق فيها، وشرب من مائها، فكان إذا مرض المريض في أيامه يقول: «اغسلوه بماء بضاعة، فيغتسل فكأنما نشط من عقال» وقالت أسماء بنت أبي بكر (٢) رضي الله تعالى عنها: كنّا نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون.

(بئر بنحن) بقرب وادي زبيد، مشهورة، وهي البئر التي حبس أفر اسياب فيها بنحن مكبلا، وأنزل على رأس البئر صخرة عظيمة فذهب إليه دستم مختفيا، وسرقه وأتى به بلاد إيران، ولها قصة طويلة.


(١) الأصمعي: هو عبد الملك بن قريب، ويكنى أبا سعيد واسم قريب: عاصم بن عبد الملك بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد الله الباهلي.
قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: كان الأصمعي أسد الشعر والغريب والمعاني، وكان أبو عبيدة كذلك، ويفضل على الأصمعي بعلم النسب، وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو. انتهى.
وكان الأصمعي صدوقا في الحديث عنده عن ابن عون وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهم وعنده القراءات عن أبي عمرو ونافع وغيرهما.
قال أبو العيناء توفي الأصمعي بالبصرة سنة ثلاث عشرة ومائتين للهجرة، وصلّى عليه الفضل بن إسحاق. انظر: أخبار النحويين البصريين (٧٢ - ٨٠).
(٢) أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين، وهي التي قال لها رسول الله : «إذا بلغت المرأة فلا يظهر منها إلاّ هذان» وأشار إلى الوجه والكفين.

<<  <   >  >>