للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(بئر قنصورة) وهي جزيرة بأرض الهند يجلب منها الكافور القيصوري، فيها صنف من السمك إذا أخرجته من البئر يصير حجرا صلدا.

(بئر جندق) جندق قرية من أعمال مراغة، يخرج منها حمام كثير، حدّثني بعض فقهاء مراغة أنهم أرسلوا إليها رجلا؛ ليعرف حال الحمام فنزل في البئر حتى زاد الجبل على خمسمائة ذراع، ثم أخرج فأخبر أنه لم ير من الحمام شيئا، ورأى في آخرها ضوءا وشيئا كثيرا من الحيوانات الموتى.

(بئر دماوند) بئر عميق بجبل دماوند يصعد منها بالنهار الدخان وبالليل النار، وإذا رميت فيها شيئا ينزل ويلبث ساعة، ثم يرجع ويقع خارج البئر على الأرض.

(بئر ذروان) بالمدينة، طب فيها رسول الله فيما روى ابن عباس : أن رسول الله مرض مرضا شديدا، فبينما هو بين النائم واليقظان رأى ملكين: أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما وجعه؟ قال: طب (١) قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي. قال: وأين طبه؟ قال: في كرمة تحت صخرة في بئر كملي. فانتبه رسول الله وقد حفظ كلام الملكين، فوجه عليّا وعمارا مع جمع من الصحابة حتى أتوا بئر كملي، وهو بئر ذروان فنزحوا ماءها حتى انتهوا إلى الصخرة فقلبوها فوجدوا الكوبة تحتها وفيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأحرقوا الكوبة وما فيها؛ فزال عنه وجعه كأنه نشط من عقال، فأنزل الله تعالى عليه المعوذتين؛ إحدى عشرة آية على قدر عدد العقد) (٢) والله الموفق.

(بئر زمزم) في الخبر: أن إبراهيم لما ترك إسماعيل وأمه هاجر بموضع الكعبة وأراد الرجوع قالت له هاجر: إلى من تكلنا؟ قال: إلى الله. قالت: حسبنا الله ونعم الوكيل، فأقامت عند ولدها، حتى نفد ماؤها فأدركتها الحنة على ولدها، فتركت إسماعيل بموضعه وارتفعت على الصفا تنظر هل ترى عينا أو شخصا - فلم تر شيئا فدعت ربها واستسقته، ثم نزلت حتى أتت المروة فدعت مثل ذلك، ثم سمعت صوت الساعلى ولدها؛ فأسرعت نحو إسماعيل فوجدته يفحص والماء قد انفجر من عين تحت عقبه، فلما رأت هاجر ذلك الماء جعلت تحوطه بالتراب؛ لئلا يسيل ويذهب.

قيل: لو لم تفعل ذلك لكان عينا جارية.


(١) طب: أي مرض.
(٢) حديث صحيح، انظر: تفسير الجزء الرابع من ابن كثير عند تفسيره للمعوذتين.

<<  <   >  >>