للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال محمد بن أحمد الهمذاني: كان ذرع زمزم من أعلاها إلى أسفلها أربعين في قعرها عيون تجيء عين حذاء الركن الأسود وعين حذاء أبي قبيس والصفا وعين حذاء المروة، ثم قلّ ماؤها في سنة أربع وعشرين ومائتين، فحفر فيها محمد بن الضحاك تسعة أذرع فزاد ماؤها، ثم جاء الله تعالى بالأمطار والسيول في سنة خمس وعشرين ومائتين فزاد ماؤها، وذرعها من رأسها إلى الجبل المنقور فيه - أحد عشر ذراعا، وسعة فمها ثلاثة أذرع وثلثا ذراع، وعليها ميلان من ساج مربعة، فيهما اثنتا عشرة بكرة يستسقى عليها، وأول من عمل عليها الرخام وفرش به أرضها المنصور.

وقال مجاهد: ماء زمزم إن شربت منه تريد شفاء شفاك الله تعالى، وإن شربته لظمأ أرواك الله، وإن شربته لجوع أشبعك (١) الله تعالى.

وقال المسعودي: إن ملوك الفرس يزعمون أنهم من أولاد الخليل من سبي بني إسرائيل وكانوا يحجون البيت ويطوفون به تعظيما لجدهم، وكان آخر من حجّ منهم أردشير بن بابك، طاف بالبيت وزمزم على البئر وزمزمة المجوس قراعتهم عند صلواتهم وطعامهم.

(بئر ضاهك) بكورة أرجان، ذكر أهلها أنهم امتحنوا قعرها بالأرسان فلم يقفوا على شيء، ويفور منها الماء الدهر مقدار ما يدير رحى تسقي تلك القرية.

(بئر عروة) بعقيق المدينة منسوبة إلى عروة بن الزبير، قال الزبير بن بكار: كان الناس إذا مروا بالعقيق أخذوا من ماء بئر عروة يهدونها إلى أهاليهم قال: ورأيت أبي يأمر به فيغلى، ثم يجعله في القوارير ويهديه إلى الرشيد وهو بالرقة.

(بئر غرس) بالمدينة بقباء، كان رسول الله يستطيب ماءها ويبارك فيها، وقيل: إنه بصق فيها؛ فلهذا وجد فيها البركة وروى أن فيها عينا من عيون الجنة.

(بئر قرية عبد الرحمن) بأرض فارس جافية القعر طول السنة، حتى إذا كان الوقت المعروف من السنة ينبع منها ماء يرتفع على وجه الأرض مقدار ما يدير رحا ويجري وينتفع به سقي الزرع ثم يغور.


(١) وقد ورد عن رسول الله في حديث صحيح قوله: «ماء زمزم لما شرب له».

<<  <   >  >>