للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(بئر الكلب الكلب) (١) بقرية منقرى أعمال حلب إذا شرب منها من عضّه الكلب الكلب برئ، وإنها مشهورة، قال بعض أهل القرية: إذا لم يجاوز المكلوب أربعين يوما وشرب منها برئ، أما إذا جاوز الأربعين مات إن شرب، وذكر أنه شاهد ثلاثة أنفس مكلوبين فشربوا فسلم اثنان وكانا لم يبلغا الأربعين ومات الثالث وكان قد جاوز الأربعين، وهذه بئر منها يشرب أهل الضيعة.

(بئر المطرية) في قرية من قرى مصر عليها شجر البلسان ويسقى من هذا البئر والخاصية في البئر، يقال: إن المسيح اغتسل فيها، والأرض التي تنبت هذا الشجر نحو مد البصر في مثله محوط عليه، وماء هذا البئر عذب فيه دهنية لطيفة، وقد استأذن الملك الكامل أباه الملك العادل أن يزرع فيه شيئ امن شجر البلسان، فأذن فغرم غرامات كثيرة، وزرعها فلم ينجح شيء ولا خلص منه دهن البته، فسأل أباه أن يجري له ساقية من المطرية فأذن له ففعل ذلك فنجح وليس في جميع الدنيا موضع ينبت فيه البلسان إلاّ هذا الموضع، والله الموفق للصواب.

(بئر نيسابور) بنيسابور آبار كثيرة وهي معادن الفيروزج، كان يوجد فيها القطع الجيدة فظهر فيها العقارب القاتلة فامتنع الناس عنها؛ بسبب ذلك الشيء.

(بئر هنديان) هنديان ضيعة بفارس بها بئر يخرج منها دخان يعلو لا يتهيأ لأحد أن يقربها، وإذا طار طائر فوقها سقط محترقا.

(بئر يوسف الصديق) وعلى جميع الأنبياء، التي ألقاه فيها إخوته (٢) وهي بالأردن على أربعة فراسخ من طبرية مما يلي دمشق، قال الأصطخري وغيره: كان منزل يعقوب بين نابلس وبين قرية يقال لها: سخل، ولم تزل هذه البئر مزارا للناس يتبركون بها ويشربون من مائها. وليكن هذا آخر الكلام في الأنهار والعيون والآبار، والله الموفق للصواب.


(١) الكلب الكلب: هو الكلب المصاب بفيروس السّعار وهو مرض قاتل إذا لم يستدرك في أثناء مدة حضانة المرض نفسه الصامتة قبل ظهور الأعراض عليه. والحقن الذي يأخذه المعضوض عبارة عن مصل مضاد لفيروس المرض الداخل إلى الجسم من لعاب الكلب المسعور. وللوقاية منها يجب قتل جميع الكلاب الضّالة والتي ليس لها فائدة في صيد أو حراسة.
(٢) قال تعالى: ﴿قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ﴾.

<<  <   >  >>