قالوا: أي موضع أراد أن يرمي إليه شوكة من شوكه يرميه كرمي النشاب، ولا يخطئ شيئا فتمر الشوكة كمر السهم المشدد، وتثبت فيه.
[فصل: في خواص أجزائه]
(عينه اليسرى) تقلى بالزيت وتؤخذ بطرف الميل وتصب في أذن الأطرش يزول طرشه.
(مرارته) ينتف الشعر ثم يطلى موضعه بها فإن الشعر الذي عليه لا ينبت أبدا، وتخلط هذه المرارة بشيء من الكبريت ويطلى به البهق يزيله.
(وطحاله) يشوى ويطعم المطحول فإنه على قدر ما يطعم منه يخف طحاله. (كليته) تجفف وتسحق ويسقى منها قدر درهم بماء الحمص الأسود المغلي المصفى فإنه ينفع لعسر البول.
(دمه) يطلى به عضة الكلب؛ فإنه يسكن ألمه ويأمن من صاحبه من الموت.
(لحمه) قال الشيخ الرئيس: المصلح منه ينفع من داء الفيل والجذام، وهو جيد لمن يبول في الفراش من الصبيان، وينفع من نهش الهوام كلها، ومن البرص والسل والتشنج والرياح كلها
(جلده) يحرق ويخلط بالزفت ينفع من داء الثعلب.
(خصيته) إن كانت من الدلدل يؤخذ نضيجا، وتخلط بالعسل الشهد وتؤكل فإنها تزيد في الباه وتعين عليه.
(وظفره) من يده اليمنى يدخن به تحت ذيل صاحب حمى الربع تزول حماه، ورماد القنفذ إذا أحرق كما هو ويحشى به الناصور فإنه يبرأ.
(نبر) (١) دويبة إذا دبت على البعير تورم جلده وينتفخ، وربما يكون ذلك سبب هلاكه، ولما أراد الشاعر أن يذكر مسمن إبله قال:
حمر تحقنت النجيد كأنما … بجلودهن مدراج الإنبار
(نحل) حيوان ذو هيئة ظريفة وخلقة لطيفة وبنية نحيفة، وسط بدنه مربع مكعب ومؤخره مخروط ورأسه مبسوط، وركب في وسط بدنه أربعة أرجل ويدين متناسبة المقادير كأضلاع الشكل المسدس في الدائرة، وقد جعل في هذا النوع الملك المطاع يقال له: اليعسوب يتوارث الملك عن آبائه وأجداده؛ فإن اليعاسيب لا تلد إلا اليعاسيب.
(١) النبر: القراد (ج) نبار، وأنبار.