للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدّث خفيف السمرقندي صاحب المعتضد بالله أمير المؤمنين: أنه كثر الفراش على الشمع المسرح بين يدي الخليفة في بعض الليالي فجمعناه فكان مكوكا، ثم ميزناه فكان اثنين وسبعين شكلا.

(فسافس) قال الشيخ الرئيس: هو حيوان كالقراد يكون في الأسرة شديد النتن جدّا، يشبه أن يكون المعروف عندنا بالبق قال: إذا أشرب بالخل أخرج العلق المتشبث في الحلق، وإذا شمت المرأة منه نفع من اختناق الرحم، وإذا سحقت وجعلت في ثقب الإحليل نفعت من عسر البول، وإذا أخذت منها سبعا وجعلتها في باقلا، وابتلعت قبل نوبة حمى الربع نفعت، أو إن جعلت من غير باقلا نفعت من لسع جميع الهوام.

(قمل) يتولد من العرق والوسخ في بدن الإنسان إذا علاه ثوب أو شعر؛ لأن العرق يتعفن من دفاء الثوب أو الشعر فيتولد منه القمل، ثم القمل يبيض وبيضه الصئبان فإذا باضت التصقت بيضتها بالموضع التصاقا لا يمكن إزالتها إلا بالشدة، ويتولد في الشعر الأسود قمل أسود، وفي الشعر الأبيض قمل أبيض، وفي الشعر الأحمر قمل أحمر، وفي الأشمط شيء أسود وشيء أبيض، وإذا تولد في شعر رأس الإنسان يصفر لونه.

قالوا: من أراد أن يعلم ما في بطن الحامل غلاما أو جارية يحلب شيئا من لبنها على الكف ويلقى فيه قملة، فإن لم تقدر على الخروج ففي بطنها غلام، وإن قدرت على الخروج ففي بطنها جارية؛ لأن لبن الغلام غليظ، ولبن الجارية رقيق لا يمنع القمل من الخروج.

(قنفذ) (١) الحيوان الذي يقال له بالفارسية: خاربشت، سلاحه على ظهره وهو الشوك الذي عليه ويتقنع بحيث لا يبين من أطرافه شيء ويستطيب الهواء ويتخذ لمسكنه بابين: أحدهما مستقبل الشمال، والآخر مستقبل الجنوب، ويعادي الحية فإن ظفر بقفاها قتلها بأسهل طريق وإن ظفر بذنبها عض ذنبها، ويتقنع ويعطي الحية ظهره ويمضغ ذنبها، والحية تضرب نفسها على شوكه حتى تهلك، ويصعد الكرم ويرمي حبات العناقيد إلى الأرض، ثم ينزل ويتمرغ فيه؛ ليدخل شوكه في الحبات فيحملها ويذهب بها إلى أولاده.

ومنها صنف يقال له: الدلدل هو أكبر جسما من القنفذ وأطول جسما، نسبته إلى القنفذ كنسبة الجاموس إلى البقر.


(١) من فصيلة الثديات يقال: (إنه لقنفذ ليل) مثل يضرب لمن لا ينام.

<<  <   >  >>