للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النوع العاشر: المثانة]

وهي جسم مجوف عصباني مؤلف من طبقتين على فمه عضلة تضمه وتفتحه وتمنع خروج البول من غير إرادة وذكرنا أنها تفيض البول ويأتيها من الكليتين وإنما خلقت عصبانية لتحس بالامتلاء، وجعل داخلها من ثلاث لفائف إحداها بالطول، حتى تجذب المائية من الكليتين، والثانية بالعرض ليتم بها الدفع إلى خارج، والثالثة بالورب ليتم بها الإمساك إلى أن يجتمع شيء كثير ثم تدفعها مرة واحدة، وجعل على فمها عضلة تفتحها وتغلقها بالاختيار.

[النوع الحادي عشر: آلات التوليد]

وهي متساوية في الذكور والإناث إلا أن القوة المدبرة آلة الذكور لفرط حرارتهم، وتركت آلات الإناث داخله لنقصان حرارتهم، فإذا فرضت الآلة بارزة فالصفن الذي هو كيس الأنثيين الرحم في الإناث، والإحليل عنق الرحم إلا أن الخصي في الذكور داخل الصفن وفي الإناث خارج الرحم بجنبها ليتسع مكان الجنين، والأنثيان من الرجل (١) والمرأة من لحم غددي صلب، ينصب المني منهما في الذكور إلى الإحليل وفي الإناث إلى داخل الرحم، والقضيب جسم عصبي نابت من عظم العانة كثير التجاويف فيه عروق كثيرة ينفذ منه مجريان إلى الأنثيين، ينصب منها المني إلى الإحليل وهو بمنزلة رقبة الرحم التي في الإناث ولما وجب أن يكون القضيب متوترا حالة التوليد لإيصال المني إلى فم الرحم متقلصا في غير تلك الحالة، اقتضت القوة المدبرة خلقه في جوهر صلب ذي تجاويف حتى إذا امتلأ تجويفه من الريح توتر، وإذا خلى من الريح استرخى، والرحم من جوهر عصبي لتكون صادقة الحس والالتذاذ، وليمكنها أن تتمدد وتتسع عند نمو الجنين، وتنقبض عند خلوها وخلق الرحم بطنان يمينا ويسارا وجعل البطن الأيمن أسخن من الأيسر ليكون الأيمن موافقا للذكور، والأيسر موافقا للإناث، ولها عنق يمتد إلى القبل وأنه بمثابة الإحليل من الذكر، هذا ما صح عند أصحاب التشريح، والله أعلم بالصواب.


(١) أنثيي الرجل: هما خصيتاه.
وأنثيي المرأة: هما المبيضان.

<<  <   >  >>