للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(عين نهاوند) قال صاحب (تحفة الغرائب): بأرض الجبال بقرب نهاوند عين في شعب جبل من احتاج إلى الماء لسقي الأرض يمشي إليها، ويدخل الشعب وعنده يقول بصوت رفيع:

إني محتاج إلى الماء، ثم يمشي نحو زرعه فالماء يجري نحوه، فإذا انقضت حاجته يرجع إلى الشعب عند العين، ويقول: قد كفاني الماء ويضرب برجله على الأرض فإن الماء ينقطع.

(عين هرماس) عين عجيبة بقرب نصيبين على مرحلة منها، وهي مسدودة بالحجارة والرصاص؛ لئلاّ يطلع منها ماء كثير فيغرق المدينة، وكان المتوكل على الله لما وصل إلى نصيبين سمع بأمر هذه العين وعجيب شأنها وكثرة مياهها - أمر بفتحها، ففتح منها شيء يسير، فغلب عليه الماء غلبة شديدة فأمر بإحكامها وردّها إلى ما كانت، فمن هذه العين يحصل نهر الهرماس، فيسقي نصيبين، وفاضل مائها ينصب إلى الخابور، ثم إلى الثرثار، ثم إلى دجلة.

(عين الهم) قال صاحب (تحفة الغرائب): إذا توجهت من طريق جهينة إلى جرجان فسترى في سفح جبل عينا يجتمع ماؤها في غدير مقداره غلوة سهم في غلوة سهم، وفي هذا الغدير شجرة ليس عليها غصن ولا لحى ترى بالليل كأنها تدور في ذلك الغدير، وقد تختفي أربعة أشهر ولا علم لأحد بحالها، ثم تظهر وربما تتفق في بعض الأوقات أن يكون مدة اختفائها سنتان، ثم تظهر وإذا كانت السنة مطيرة كان ظهورها أسرع، وفي بعض الأوقات شدوها بالحبال لما دنت مدة غيبتها شدّا وثيقا فأصبحوا والحبال مقطعة والشجرة ذاهبة فأخبر بذلك رافع بن هرثمة صاحب جرجان وخراسان فوكّل بها من ينظر إليها ليلا ونهارا، فترقبوا أربعة أشهر، ثم اتفق لهم غيبته، فعادوا والشجرة قد ذهبت، فأخبر بذلك رافع وكان في عسكره غواص كوفي، فأمره أن يغوص ويعرف حالها، فغاص زمانا طويلا، ثم خرج، وقال: نزلت ألف ذراع، وما رأيت لها أثرا، وتسمى هذه العين عين الهم، بينها وبين بحر السكون يوم.

(عين ياسي جمن) بين أخلاط أرزن الروم موضع يقال له: ياسي جمن به عين يفور الماء منها فورانا شديدا يسمع صوته من بعيد، وإذا دنا الحيوان منها يموت في الحال، فترى حولها من الطيور والوحوش موتى ما شاء الله تعالى، وقد وكّلوا بها من يمنع الغريب عنها.

<<  <   >  >>