(عين المشقق) وهو واد بالحجاز قال ابن إسحاق: كان بها وشل يخرج منه ماء يروي الراكب والراكبين، فقال ﷺ في غزوة تبوك:«من سبقنا فلا يسقينّ منه شيئا حتى نأتيه» فسبقه نفر من المنافقين فاستسقوا منها فلما أتاها رسول الله ﷺ وقف عليها فلم ير فيها شيئا، فقال:«من سبقنا إلى هذه؟» فقالوا: فلان وفلان يا رسول الله ﷺ فقال: «أو لم أنههم أن يسقوا منها شيئا؟» ثم نزل فوضع يده تحت الوشل، فجعل يصب في يده من الماء ما شاء الله، ثم نضحه به، ومسحه بيده، ثم دعا بما شاء فانخرق من يده تحت الوشل، فجعل يصب في يده من الماء ما شاء الله، ثم نضحه به، ومسحه بيده، ثم دعا بما شاء فانخرق من يده من السماء ما يسمع له حس كحس الصواعق فشرب الناس (١) واستقوا حاجتهم، فقال ﷺ:«لئن بقيتم، أو بقي منكم أحد ليسمعن بهذا الوادي وقد اخضر ما بين يديه وما خلفه» وكان كما قال رسول الله ﷺ.
(عين منكور) ذكر أبو الريحان الخوارزي في الآثار الباقية أن ببلاد كمال جبلا يسمى منكورا وفيه عين في حفرة على قدر ترس كبير، وقد استوى سطح الماء من حافتها فربما يشرب منه عسكر ولا ينقص أصبعا، وعند هذه العين صخرة عليها أثر رجل إنسان، وأثر كفيه بأصابعهما، وأثر ركبتيه كأنه كان ساجدا، وأثر قدم صبي، وأثر حوافر حمار، ويسجد لها الأتراك قربة.
(عين منية هشام) وهي قرية بأرض طبرية.
حكى الثعالبي أن بها عينا يجري ماؤها سبع سنين دائما، ثم ينقطع سبع سنين دائما هكذا وذلك معروف.
(عين النار) بين أقشهر وأنطاكية حدّثني من رآها قال: إذا غمست فيها قصبة احترقت،
وقال: كنت مع السلطان علاء الدين كيخسرو عند اجتيازه بها، فوقف عليها، وأمر بتجربتها فكان صحيحا.
(عين ناطول) ناطول: اسم موضع بمصر فيه غار، وفي الغار عين ينبع الماء منها يتقاطر على الطين فيصير ذلك الطين قارا.
حكى بعضهم قال: رأيت من ذلك الطين قطعة نصفها قار، والباقي طين.
(١) نبع الماء من أصابع رسول الله ﷺ تعد إحدى معجزاته ﷺ الخارقة للعادة، والمؤيدة لرسالته ﷺ.