للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لثلاث عشرة ليلة تخلو من تشرين الثاني، وسقوطه لثلاث عشرة ليلة تخلو من أيار، والعرب يقولون: إذا طلع الإكليل هاجت السيول، فإذا سقط غارت مياه الأرض، ولا تزال تغور إلى سقوط بطن الحوت وذلك لخمس مضين من تشرين الأول، وفي نوئه تكثر الأمطار والغيوم، ورقيب الإكليل الثريا.

(القلب) هو قلب العقرب، وهو الكوكب الأحمر وراء الإكليل بين كوكبين يقال لهما:

النياط، وليسا على حمرته، وأول النتاج بالبادية عند طلوع القلب وطلوع النسر الواقع، وهما يطلعان معا في البرد، وذلك لست وعشرين ليلة تخلو من تشرين الثاني، وسقوطه لست وعشرين ليلة تخلو من أيار، وما نتج في هذا الوقت يكون سيئ الغذاء؛ لشدة البرد وقلة اللبن والزيت، والعرب يقولون: إذا طلع القلب جاء الشتاء كالكلب، ونوء القلب تتشاءم به العرب، ويكرهون السفر إذا كان القمر نازلا في العقرب، وفي نوئه يشتد البرد وتهب الرياح الباردة ويسكن الماء في عروق الشجر، ورقيب القلب الدبران.

(الشولة) هي كوكبان متقاربان يكادان يماسان ذنب العقرب، وسميت شولة لارتفاعها، يقال: شال بذنبه، وبعدها إبرة العقرب كأنها لطخة غيم، وهي تطلع لتسع ليال خلون من كانون الأول، وتسقط لتسع تخلو من حزيران، وتقول العرب: إذا طلعت الشولة اشتدت على العيال العولة، وفي نوئها يسقط الورق كله وتكثر الأمطار وتتفرق الأعراب الذين حضروا المياه، ورقيب الشولة الهقعة.

(النعائم) هي ثمان كواكب على أثر الشولة: أربعة في المجرة، وهي النعائم الواردة، وسميت واردة؛ لأنها شرعت في المجرة كأنها تشرب، وأربعة خارجة عن المجرة، وهي النعائم الصادرة، سميت صادرة؛ لأنها خارجة عن المجرة، كأنها شربت ثم صدرت عن الماء، وكل أربعة منها على تربيع، وطلوعها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من كانون الأول، وسقوطها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من حزيران، والعرب تقول: إذا طلعت النعائم توسعت البهائم، وفي نوئها أول الشتاء واستواء الليل والنهار، ورقيب النعائم الهنعة.

(البلدة) هي فضاء في السماء لا كوكب بها بين النعائم وبين سعد الذابح، وليس فيه إلا نجم واحد خامد لا يكاد يرى، وهي ستة كواكب مستديرة صغار خفية تشبه القوس، ويسميها بعض العرب القوس، وطلوع البلدة لأربع ليال خلون من كانون الآخر، وسقوطها لأربع ليال مضين

<<  <   >  >>