وأما خواص أجزائه: فإن لسانه إذا جعل في الخبز ويطعم من اتهم بالسرقة أقر بها، وإن وضعته امرأة نائمة تكلمت بما عملت في اليقظة وهي نائمة، وأطرافه تحرق بنار القصب، ويطلى برمادها الموضع الذي ينبت عليه الشعر، فإن الشعر لا ينبت عليه، ودمه يطلى به على الموضع الذي نتف شعره فإنه لا ينبت.
وقال بليناس: من لطخ به وجهه أحبه كل من يراه، شحمه يوضع على اللثة يسقط السن بلا وجع.
(ولنختم) خواص الضفادع بحكاية عجيبة؛ وهي أني كنت بالموصل وبنى صاحب الموصل في بستان مجلسا وبركة، وتوالدت الضفادع فيها، وكان نقيقها يؤذي سكان المجلس طول الليل، فقال الأمير: دبروا دفع هذا النقيق فما أفاد شيئا، حتى جاء رجل وقال: اجعلوا طشتا على وجه الماء مكبوبا ففعلوا؛ فلم يسمع بعد ذلك شيء من النقيق أصلا.
(علق) حيوان أسود اللون بقدر أصبع الخنصر، يوجد في المياه يستعمل في المعالجات، فإن الأطباء إذا أرادوا إخراج الدم من موضع مخصوص أخذوا هذا الحيوان في قطعة طين وقربوه من العضو؛ فإنه يتشبث به ويمص الدم منه، وإذا أرادوا سقوطه رشوا عليه ماء الملح؛ فإنه يسقط في الحال.
وربما يكون العلق في الماء يشربه الحيوان يتشبث العلق بحلقه، فطريقه أن يدخن بربر الثعلب، فإذا أصابها دخانه سقط في الحال، وإن دخنت البيت بالعلق هلك ما فيه من الأنحل والبق والبعوض وأمثاله، وإذا ترك العلق في قارورة حتى يموت ثم يسقى وينتف الشعر ويطلى به موضعه؛ فإنه لا ينبت الشعر بعد ذلك أبدا.
(قطا) صنف من الدواب الصدفية (١)، يوجد ببلاد الهند في المياه القائمة المنبثة للناردين، ويوجد بأرض بابل أيضا، وهو من أعجب الحيوانات، له بيت صدفي يخرج منه، وجلده أرق شيء، وله رأس وأذن وعينان وفم، فإذا دخل في بيته يحسبه الإنسان صدفة، وإذا خرج منه ينساب على الأرض ويجر بيته معه، فإذا جفت المياه في الصيف تجمع، ورائحته عطرة؛ لأن هذا الحيوان يرتعي الناردين، وإذا بخر به ينفع من الصرع، وإذا أحرق يجلو رماده الإنسان، وإذا نثر على حرق النار وترك حتى يجف عليه نفع نفعا بينا، والله الموفق.
(١) والقطا أيضا نوع من الطيور يشبه اليمام، يؤثر الحياة في الصحراء، ويتخذ أفحوصة في الأرض، ويطير جماعات، ويقطع مسافات شاسعة، وبيضه مرقط مفردها (قطاه).