(٢) قال تعالى في أصحاب العقول السليمة التي تتفكر في خلق السموات والأرض: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [آل عمران: ١٩٠ - ١٩١]، فإن عبادة التفكر في قدرة الله تعالى ومخلوقاته والعبر الموجودة فيها لتزيد في بصائر هؤلاء وقد قيل: وفي كل شيء له آية … تدل على أنه واحد حكى أن سفيان الثوري ﵁ صلى خلف المقام ركعتين ثم رفع رأسه إلى السماء فلما رأى الكواكب غشى عليه وكان يبول الدم من طول حزنه وفكرته وروي عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «بينما رجل مستلق على فراشه إذ رفع رأسه فنظر إلى النجوم وإلى السماء فقال أشهد أن لك ربّا وخالقا اللهم اغفر لي فنظر الله إليه فغفر له»، وقال ﷺ: «لا عبادة كتفكر». وروى ابن القاسم عن مالك قال: قيل لأم الدرداء: ما كان أكثر شأن أبي الدرداء؟ قالت: كان أكثر شأنه التفكر، قيل له: أفترى التفكر عملا من الأعمال؟ قال: نعم، هو اليقين. وقيل لابن المسيب في الصلاة بين الظهر والعصر قال: ليست هذه عبادة إنما العبادة الورع عما حرم الله والتفكر في أمر الله. وقال الحسن: تفكر ساعة خير من قيام ليلة. قاله ابن عباس وأبو الدرداء. وقال الحسن: الفكر مرآة المؤمن ينظر فيها على حسناته وسيئاته ومما يتفكر فيه مخاوف الآخرة من الحشر والنشر والجنة ونعيمها والنار وعذابها … انظر تفسير القرطبي ٤/ ٢٠١. (٣) قوله لله دره: عبارة تقال عند المدح والتعجب، والدر اللبن الكثير والدر أيضا اللؤلؤ والجواهر تجمع على درر، انظر لسان العرب مادة (درر).