للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(آس) شجرة معروفة، قال صاحب الفلاحة: إذا أردت غرس الآس فاجعل في حفرتها شيئا من الرمل وازرع الشعير حولها؛ فإن الشعير يقوي أصل الآس.

قال الشيخ الرئيس: ورق الآس يطيب رائحة البدن بدل التوتيا ويقوي أصل الشعر ويطيله ويسوده ويمنع تساقطه، ورماد الآس يقوم مقام التوتيا في دفع الرائحة الكريهة، وينفي الكلف، ويجلو البهق، وينفع من عضة الرتيلا، وبزر الآس يتمضمض به يقتل الدود المتولد في الأسنان.

(أترج) من الأشجار التي لا تبنت إلاّ ببلاد الحر، قال صاحب الفلاحة: إذا جعل رماد ورق اليقطين تحت شجرة الأترج يكثر ثمرها، ولا يسقط منها شيء أصلا، وورقه يمضغ يطيب نكهة الفم ويقطع رائحة الثوم والبصل.

قيل: إن بعض الملوك حبس جمعا من الحكماء وأمر أن لا يدخل عليهم إلاّ خبز من إدام واحد فاختاروا الأترج، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: إن قشره الظاهر مشموم وشحمه فاكهة وحماضه وإدام وبزره دهن.

قال صاحب الفلاحة: من أراد أن يبقي الأترج على الشجرة طول سنتها فليطلها بالجص، ومن دفنها في شعير تبقى زمانا طويلا، قشره يطيب نكهة الفم إمساكا، ينفع من الفالج وعصارة قشره تنفع من لسع الأفاعي شربا، ورماد قشره جيد للبرص والقوباء طلاء.

قال الشيخ الرئيس: يجعل قشر الأترج في الثياب يدفع عنها السوس، ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء، وشحمه يورث القولنج، وحماضه يجلو العين ويذهب الكلف ويسكن غلمة النساء، وحبه يسحق ويوضع على لسع العقرب يسكن وجعه، وينفع السليم شربا في الجلاب وضمادا، ويشد في صرة على عضد المرأة؛ فإنها لا تحبل، وعصارة حماضه تبيض الخبز وتزيل الكتابة بالحبر.

(إجاص) قال صاحب الفلاحة: إذا سقيت شجرة الإجاص بدردي الإجاص طيب طعم ثمرتها فوق ما كانت، وإذا طليت شجرة الإجاص الحلو بمرارة البقر لا يتولد الدود في ثمرتها وورقها يطبخ بسذاب ويتمضمض به يمنع سيلان الدم من اللثة، وثمرتها تسكن العطش وحرارة القلب، وإذا أردت أن تبقي الإجاص مدة طويلة تجعله في ظرف وتصب عليه من العصير ما يغمره، ثم طين رأسه فإنه يبقي الإجاص مدة طويلة، والله الموفق.

<<  <   >  >>