الأشجار أنه اغتسل فيها عيسى ﵊، وأما الأشجار فنقلت إلى غير ذلك الموضع، وسقيت من غير ذلك الماء، فما أفادت شيئا، ثم سقيت بها فزكت، والله الموفق.
(بلوط) من أشجار الجبال، قالوا: إنها تثمر سنة بلوطا، وتثمر أخرى عفصا، قلت: إن صحّ هذا فإنها شبيهة بالأرنب والضبع والحدأة في الحيوان، فإنها تكون سنة ذكرا وسنة أنثى، والله أعلم بصحة ذلك، ورقها إن ألقي على حية لم تستطع أن تسعى.
قال ابن سينا: ينفع من سم السهام وسموم الهوام ونزف الدم، وقال غيره: إذا نثر رماد البلوط عند أجحرة الجرذان أصابها الجرب، ويقتل بعضها بعضا.
(تفاح)(١) قال صاحب الفلاحة: إذا أردت غرس تفاح فازرع حواليها العنصل، فإن الدود لا يقع في ثمرتها، وإذا غرست تحتها الورد الأحمر يحمل ثمرتها.
قال ابن سينا: عصارة ورق التفاح نافعة من السموم، وزهرة شجرة التفاح تقوي الدماغ تقوية عجيبة. وقال: إدمان أكل التفاح يورث أوجاع الأعصاب وخصوصا الربيعي، وهو نافع من السموم.
وقال غيره: تطلى رجل المنقرس بعصارته يسكن ألمها، وأكله وشمه يقوي القلب، والفج منها نافع من سم العقرب ومن كل سم حار، وإذا أردت أن تبقي التفاح زمانا طويلا لففتها في ورق التين أو ورق الجوز وتركتها تحت الأرض أو وسط الطين تبقى مدة طويلة، والله أعلم.
(تنوب) شجرة عظيمة جدّا، منابتها جبال ذروة الروم، يوجد منها أجود القطران، قال ابن سينا: ورقها يوضع على الجراحات الطرية يمنع فسادها وخشبها بالخل نافع لوجع الأسنان، ويقال لحبه: قضيم قريش.
وهو يعين على التعب من الصداع وصمغه عظيم النفع للسعال المزمن والزفت البري سيال شجرته يقلع بياض الأظفار، وينفع من شقاق القدم طلاء، وينبت الشعر في داء الثعلب ضمادا، ودخان الزفت يحبس أهداب العين وينبت الأشعار ويقوي البصر، كل ذلك عن ابن سينا، والله الموفق.
(١) والتفاح طيب الرائحة لذيذ الطعم، وقد شبّه به الرسول ﷺ المسلم الذي يقرأ القرآن فقال ﷺ: «ومثل المسلم الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها حلو وريحها حلو».