(ومنها) الشيب (١) فإنه لا يوجد إلا في الإنسان وسببه أن الإنسان أضعف حرارة وأكثر رطوبة، وبياض الشعر إنما يكون من بلغم متعفن ولهذا لا يوجد إلا عند تغير المزاج إلى الرطوبة في آخر سن الكهولة عند قصور الحرارة وكثرة الرطوبة، فيحدث بخار متروح متعفن يتولد منه شعر أبيض.
(ومنها) أنه إذا لمس العضو الوجع بالكف خف وجعه، وكذلك إذا أصابه ضربة أو خدشة يمسكها بكفه فيسكن في الحال.
(ومنها) سراية بعض الأمراض زعموا أن من أدام النظر إلى العين الرمدة ترمد عينه، ومن خالط الأجرب والأبرص والمجذوم يحل به مثله.
(ومنها) أن الأبرص إذا مشى حافيا على الأرض لا ينبت موضع قدمه.
(ومنها) أن الإنسان إذا خصي يضعف بدنه بخلاف كثير من الحيوانات وينتن ريحه ويتغير رأيه وتكثر شهوة أكله، وتطول عظامه وتعوج أصابعه وتقوي شهوة جماعه ويحتلم كثيرا ويطول عمره ويقل شعر بدنه ويصير صوته حادا دقيقا. ومن عجيب ما يعرض للخصيان سرعة الغضب والرضا وضيق الصدر عن كتمان السر وحب اللعب بالشطرنج.
(ومنها) أن الأعمى يصير أكثر الناس نكاحا، كما أن الخصي يصير أصح الناس إبصارا فإنهما طرفان ما نقص من أحدهما زاد في الآخر، فازداد العميان إما قوة الفهم أو الحفظ أو النكاح.
(ومنها) أن الحائض إذا كشفت عن سرتها انقشع السحاب، وإذا استقلت في الأرض يخاف عليها البرد سلمت من ضره، وإذا دنت من الرياض والأشجار فسدت وإذا مرت في المقثأة تصير القثاء مرة، وإذا نظرت في المرآة تكدرتو وإذا وطئها الرجل يصير بليدا، وينقص من نشاطه وطراوته وحسنه، وإذا مست المصروع سكن صرعه وإذا وطئت سلخ الحية ماتت تلك الحية، وإذا رعت الغنم لم يقربها الذئب ولو دنا منها يوجع بطنه، وخرقة حيضها إذا شدت على مؤخر السفينة تأمن من الرياح المخالفة. (ومنها) أن صاحبة الطلق إذا لبس قميصها من به حمى الربع قبل أن يغسل تزول عنه.