(ومنها) السعلاة وهي نوع من المتشيطنة مغايرة للغول. قال عبيد بن أيوب يذكرها:
وساخرة مني ولو أن عينها … رأت ما ألاقيه من الهول حبت
أبيت وسعلاة وغول بقفرة … إذا الليل وارى الجن فيه أزنت
وأكثر ما توجد السعلاة بالغياض إذا ظفرت بإنسان ترقصه وتلعب به كما تلعب الهرة بالفأرة، رأيت رجلا من بلاد أصفهيد ذكر أن عندهم من هذا النوع كثير، وذكروا أن الذئب ربما يصطادهم بالليل يأكلها فإذا افترسها ترفع صرتها تقول أدركوني فإن الذئب قد أكلني، وربما تنادي من يخلصني ومعي مائة دينار يأخذها، والقوم يعرفون أنه كلام السعلاة ولا يخلصها أحد فيأكلها الذئب.
(ومنها) الغدار وهو نوع آخر من المتشيطنة يوجد بأكناف اليمن وربما توجد بتهائم مصر وأعاليها، يلحق الإنسان فيدعوه إلى نفسه فيقع عليه فإذا أصاب الإنسان منه يقول أهل النواحي أمنكوح أم مذعور، فإن كان منكوحا يئسوا منه لأن له قضيبا كقرن الثور يقتل الإنسان بغرزه فيه، وإن كان مذعورا سكن روعه وشع، والإنسان إذا عاين ذلك يخر مغشيّا عليه وربما لم يكترث لشجاعة نفسه.
(ومنها) الدلهاب وهو نوع آخر من المتشيطنة يوجد في جزائر البحار وهو على صورة إنسان راكب على نعامة يأكل لحوم الناس الذين يقذفهم البحر، وذكر بعضهم أن الدلهاب إذا تعرض لمركب في البحر وأراد أخذهم فحاربوه فصاح بهم صيحة خروا على وجوههم فأخذهم.
(ومنها) الشق وهو نوع آخر من المتشيطنة صورته كنصف آدمي زعموا أن النسناس مركب من الشق والإنسان يظهر للإنسان في أسفاره.
(وذكر) أن علقمة بن صفوان بن أمية خرج في بعض الليالي فانتهى إلى موضع يعرف بحومان فإذا قد تعرض له شق فقال علقمة إني مقتول، وإن لحمي مأكول، أضربهم بالهدلول