(عينه اليمنى) تعلق على الإنسان تزول عنه الآلام كلها، ولا يقربه الجن ولا الحيات.
(عينه اليسرى) تمنع من النافض والحمى، ويتخذ من جلده الجواشن والتحافيف لا يعمل فيها شيء من السلاح.
(كلب) حيوان شديد الرياضة كثير الوفاء دائم الجوع والسهر يخدم كثيرا ويحرس ويدفع اللصوص.
فقال الجاحظ: من ذكاء الكلب أنه إذا تبع الظباء يعرف التيس من العنز فيترك العنز ويقصد التيس، وإن كان التيس أشد عدوا لكن يعلم أن التيس يعتريه البول من الفزع فلا يستطيع الإراقة مع شدة الحصر فيقل عدوه فيعتريه البهر فيلحقه الكلب، وأما العنز إذا اعتراها البول أراقته لسعة السبيل وسهولة المخرج فلا تقصر، وهذا شيء عرف من الكلب مرارا وهو ظاهر عند المكلبين.
وقال أيضا: من عجائبه أنه يخرج يوم الثلج ووجه الأرمن مغشّى من الثلج ومعه الصياد المجرب لا يعلم موضع الصيد مع ذهنه وعقله، والكلب يذهب يمينا وشمالا ولا يزال يتشمم حتى يعرف مواضع الصيد بأنفاس أبدانها وبخار أجوافها وإذابة ما لاقاها من وجارها وهذا غامض جدّا لا يدركه إلا الكلب الماهر، وإذا صبت السحائب بالثلوج على الكلاب في أيام الشتاء لقي منها جهدا فمتى أبصر غنما نبح؛ لأنه يذكر ما لقي من مثله.
وفي المثل: لا يضر السحاب نباح الكلاب، وإذا نبح على الإنسان بالليل فلا ينجيه إلا أن يقعد فإذا قعد انصرف، وكأنه قد ظفر به وقد يصيب الكلب في الصيف جنون؛ لأن مزاجه حار يابس جدّا ويزيده الصيف حرارة ويبوسة فيغلب عليه المرار فيحدث له هذا المرض فيصير ريقه سمّا وعلامة ذلك اللهث الدائم واحمرار العينين وإطراق الرأس واعجواج الرقبة واسترخاء الذنب وجعله بين فخذيه ويمشي مائلا خائفا سكران كئيب مغموم ويتعثر في كل خطوة، وإذا لاح له شبح عدا إليه حاملا عليه سواء كان شجرا أو حجرا أو حيوانا، وقلما تكون حملته من نباح بخلاف سائر الكلاب، وإذا نبح يكون في نباحه بحوحة، والكلاب تنحرف عنه وإذا دنا من بعضها على غفلة بصبصت وخشعت بين يديه، ورامت أن تهرب وتفر، ومرض هذا الكلب صعب المداواة ومن عضه ينبح كالكلب، ويرى بوله مرشوشا على صورة الكلب وينظر في الماء يرى صورة الكلب، ولا يشرب من الماء حتى يهلك عطشا.