النوم أدخل كل واحد رأسه تحت جناحه لعلمها أن الجناح أحمل للصدمة من الرأس؛ لما فيه من العين التي هي أشرف الأعضاء والدماغ الذي هو ملاك البدن، ونام كل واحد منهما قائما على إحدى رجليه حتى لا يكون نومها ثقيلا.
وأما قائدها وحارسها فلا ينام شيئا، ولا يدخل رأسه تحت جناحه ولا يزال ينظر من جميع الجوانب، فإن أحس بأحد صاح بأعلى صوته وأخبر أصحابه بالعدو، وأما (زرقه) فيسحق بالماء ويفتل فتائل ويجعل فتلة في الأنف ينفع من كل قرحة تكون في الخيشوم.
(غواص) طائر يقال له بالفارسية: ماهي خوار، يوجد بالبصرة على طرف الأنهار يغوص في الماء معكوسا بقوة شديدة ويلبث تحت الماء إلى أن يرى شيئا من السمك فيأخذه ويصعد به، والعجب للبثه تحت الماء، والماء لا يغلبه مع خفة بدنه.
وحكى بعضهم قال: رأيت غواصا غاص وطلع بسمكة فغلبه الغراب وأخذ الغراب السمكة منه فغاص مرة أخرى وطلع بسمكة، وقربها من الغراب فأخذ الغراب السمكة واشتغل بها فوثب الغواص وأخذ برجل الغراب، وغاص به ووقف به تحت الماء حتى أغرق الغراب وخرج سالما.
قالوا:(دمه) يجفف ويسحق مع شعر الإنسان، فإنه لا يصبر عن هذا الطالب وكذلك عظمه يفعل به مثل هذا.
(فاختة) طائر معروف (١) يتبرك به الناس زعموا أن الحيات تهرب من صوته.
وحكى أن الحيات استولت على أرض فكثرت حياتها؛ فشكوا إلى بعض الحكماء فأمرهم بنقل الفواخت إليهم؛ ففعلوا ذلك فانقطعت الحيات عنهم، (دمه) مع دم الحمام والزفت والقطران أجزاء سواء يتخذ دخنه لا ينام من شمه البتة.
(قبج) طائر يقال له بالفارسية: كبك، يسكن الجبال إذا قصده الصياد يخبئ رأسه تحت الثلج ويحسب أن الصياد لا يراه، كما أنه لا يرى الصياد، ذكورها شديدة الغيرة على إناثها فإذا اجتمع ذكران على أنثى تهارشا، فإذا انهزم أحدهما يتبع الأنثى الآخر الغالب.