للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(شعبان) سمى شعبان؛ لتشعب القبائل فيه، اليوم الثالث منه مولد الحسين، وفي الرابع مولد الحسن ، وفي الخامس عشر ليلة الصك وهي ليلة يغفر الله تعالى فيها أكثر من شعر غنم بني كلب، وفي السادس عشر صرفت القبلة إلى الكعبة (١)، والعشرون منه النيروز المعتضدي.

(رمضان) سمي رمضان؛ لمصادفته شدة الرمضاء (٢) في أول الوقت، وفي أوله فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين (٣)، وفي الثالث أنزلت صحف إبراهيم ، وفي الرابع أنزل القرآن على رسول الله ، وفي السابع أنزلت التوراة على موسى ، وفي الثامن أنزل الإنجيل على عيسى ، وفي التاسع عشر فتحت مكة، وفي الحادي والعشرين ليلة القدر على رأي (٤) وهي الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، والثالث والعشرون قيل: ليلة القدر على رأي آخر، وفي الخامس والعشرين ظهور الدولة العباسية بخراسان بدعوة أبي مسلم، وفي السابع والعشرين وقعة بدر (٥) ونزول الملائكة لنصرة النبي وليلته هي ليلة القدر على رأي حسن، وفي اليوم الأخير أعتق الله فيه بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره وله عند الفطر كل ليلة سبعون ألف ألف عتيق من النار (٦).


(١) قال تعالى: ﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة: ١٤٤].
(٢) شدة الرمضاء: أي شدة الحرارة.
(٣) فقد روى أبو هريرة عن النبي أنه قال: «إذ جاء رمضان فتحت أبو ابن الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» حديث صحيح رواه البخاري، ومسلم في صحيحيهما.
(٤) روى ابن عمر أن رجالا من أصحاب النبي أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله : «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر» حديث صحيح متفق عليه، وورد عنه أنه قال: «تحروها في العشر الأواخر من رمضان».
(٥) وقعة بدر الكبرى كانت في السنة الثانية للهجرة، وانهزم فيها جيش الكفر.
(٦) وشهر رمضان أنزل الله في كتابه هدى للناس وبعث فيه رسوله رحمة للعالمين.
إنه شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، إنه شهر من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صان نفسه من الأوزار كتبت له فيه براءة من النار، إنه شهر فرض الله على أمة محمد صلى

<<  <   >  >>