(آذار) أحد وثلاثون يوما، في اليوم الأول يخرج الجراد والدبيب، وفي الرابع منه آخر أيام العجوز، وذهب بعضهم إلى أنها سميت أيام العجوز؛ لأن عجوزا كاهنة من العرب أخبرت قومها ببرد شديد في آخر الشتاء يسوء أثره على المواشي، فلم يكترثوا بقولها وجزوا أغنامهم واثقين بإقبال الربيع، فإذا هم ببرد شديد أهلك الزرع والضرع فنسبوا تلك الأيام إليها، وفي السابع اختلاف الرياح العواصف، وفي الثاني عشر يؤمر بالحجامة، وفي الثالث عشر تظهر الخطاطيف والحدأ، وفي السادس عشر تفتح الحيات أعينها في الأيام البرد؛ لأنها تجتمع في باطن الأرض فيظلم بصرها، وفي الثامن عشر يعتدل الليل والنهار وهو أول ربيع العجم وخريف الصين ويغلظ ماء البحر؛ لأن الشمس تبخر لطيف أجزائه، قالوا: إن العقيم من الرجال إذا نظر في ليلة هذا اليوم إلى الشهر، ثم جامع أهله ولدت، وفي هذا اليوم تهب الرياح اللواقح وتسنبل الحنطة، ويدرك النبق والباقلاء ويعقد اللوز والمشمش ويورق الشجر ويغرس الكرم ويخاف التمساح بمصر، وفي الخامس والعشرين غليان البحر.
(نيسان) ثلاثون يوما، في اليوم الأول منه يرجى المطر، وفي الرابع الشعانين، وفي الحادي عشر منه عيد النصارى، وفي العشرين منه تهيج الرياح الشرقية ويفرخ الطير، وفي الحادي والعشرين قيام سوق فلسطين، وفي الثاني والعشرين هبوب الجنوب وامتداد الأودية، وفي الثالث والعشرين موسم دير أيوب بالشام، وفي التاسع والعشرين يمتلئ الفرات، وفي الثلاثين يهيج الدم وتنعقد الثمار ويدرك اللوز.
(أيار) أحد وثلاثون يوما، في ثاني يوم منه عيد دير الثعالب، وفي السابع عيد الصليب، وفي الحادي عشر أول البوارح، وفي الخامس عشر عيد الورد المستحدث، وفي السادس عشر تهيج الصبا ويطيب ركوب البحر، وفي الرابع والعشرين يرتفع الطاعون بإذن الله ويخضر الزرع ويركب البحر وتبدو السمائم وتهب الشمال ويسودّ العنب وتبين زيادة نيل مصر وتهب الدبور (١)، وفي الخامس والعشرين منه يعد الورد وفريك السنبل، وفي التاسع والعشرين سبت القيامة.
(حزيران) ثلاثون يوما، في الحادي عشر منه نوروز الخليفة ببغداد، فيه اللعب ورش الماء وغيرهما مما هو مشهور، وفي السادس عشر يتنفس نيل مصر وتفور المياه، وفي الثامن عشر غاية طول النهار وقصر الليل وهو الامتلاء الأكبر يعظمه العرب والعجم وهو الانقلاب الصيفي، وفي الثاني والعشرين يوضع المنجل في الزرع وتدرك الفاكهة، والبطيخ والتين والعنب ويشتد
(١) الدبور: ريح تهب في الجزيرة العربية من المغرب وتقابل ريح القبول التي هي ريح الصبا.