المجموعة الأولى من هذه الطوائف: مجموعة المسلمين، والمسلمون هؤلاء أكثر من نوع وطائفة: الطائفة الأولى: أهل المدينة الأصليون من المسلمين، الذين عُرفوا بعد هذا بالأنصار، هؤلاء كانوا طائفتين كبيرتين: الأوس والخزرج، وكانت هناك مشاكل كبيرة بين الطائفتين، وسننظر كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع هذه المشاكل.
الطائفة الثانية: طائفة المهاجرين الذين فروا بدينهم من مكة إلى المدينة بغير زاد ولا مال ولا بيوت ولا أي شيء، وكان موقفهم حرجاً جداً.
الطائفة الثالثة: طائفة المهاجرين إلى الحبشة، وعددهم كبير، وكان عددهم أكثر من (٨٠) رجلاً وامرأة مع أولادهم وممتلكاتهم، وهم موجودون في الحبشة ولهم فيها سنوات.
الطائفة الرابعة: المسلمون في القبائل غير المكية الذين يعيشون في شبه استقرار، ولكن بعيداً عن المدينة المنورة كبعض المسلمين في اليمن، وبعض المسلمين في قبيلة غفار، وفي قبيلة أسلم، وفي غيرها من القبائل، فهم بعيدون عن المدينة المنورة، وليس لهم سند واضح في داخل المدينة المنورة، ومع ذلك هم في قبائلهم أعزة.
الطائفة الخامسة: طائفة المستضعفين في مكة، الذين لم يهاجروا إلى المدينة المنورة؛ لضعفها وقلة حيلتها، كـ أم الفضل رضي الله عنها زوجة العباس بن عبد المطلب، والعباس لم يسلم بعد، وهي امرأة ضعيفة فكيف تهاجر بمفردها، ومعها ابنها عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه، وكان يقول: كنت أنا وأمي من المستضعفين في مكة، فلم يستطع أن يهاجر.
فهذه خمس طوائف من المسلمين، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع حلاً وطريقة ومنهجاً لكل طائفة، وهي طوائف متباينة كما ترون، كل طائفة تعيش في ظروف لها خلفيات وتربية وأصول.
إذاً: الوضع معقد جداً، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحل كل هذه المشاكل، ويقيم دولة متجانسة من هذه الطوائف المختلفة من الناس.
هذه أول مجموعة من الذين تعامل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.