غزوة تبوك اسم لامع في سماء الغزوات التي ربت المؤمنين، ومحصت الصفوف من المنافقين، وأعطت للدولة الإسلامية هيبتها، ووضعتها بحذاء قوة الروم والفرس، فرغم الأزمة الاقتصادية التي كان يعيشها المسلمون، واشتداد الحر، وقرب موسم جني الثمار، إضافة إلى بعد المسافة، أعلن صلى الله عليه وسلم الجهاد وتجهيز الجيش؛ ليضع أهل الإيمان أياديهم البيضاء في يد الرسول صلى الله عليه وسلم لينطلق الجيش مخلفاً آثار فضائح المنافقين وصفات المتخلفين عن الجهاد، مظهراً طبقة عمالقة الإيمان الذين قادوا الأمة بعد نبيها، وعلى أكتافهم حمل الدين، وبسعيهم وبفضل جهودهم انتشر الإسلام.