[الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيي رضي الله عنها]
لنا وقفة مع زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة صفية رضي الله عنها وأرضاها.
بداية الأمر أن السيدة صفية أخذت في السبي وكانت مع أحد أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو دحية الكلبي رضي الله عنه وأرضاه، فأتى أحد الصحابة إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم وقال له: إن هذه بنت ملك، ولاينبغي أن تكون إلا لك، فأخذها صلى الله عليه وسلم.
وفي زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية حكم، من هذه الحكم أنه رفع درجة السيدة صفية، فهي بنت ملك أو بنت زعيم من زعماء اليهود، وزوجة زعيم من زعماء اليهود، فلا يليق أن تعطى لأي إنسان من المسلمين، فرفع من قدرها وعظم من شأنها، وتزوجها صلى الله عليه وسلم بعد أن أعلنت إسلامها.
ثم إن هذا الزواج فيه استمالة لقلوب اليهود، فعندما يكون بينهم وبين زعيم الدولة الإسلامية نبي هذه الأمة علاقة مصاهرة؛ فإن هذه العلاقة قد ترقق قلوب اليهود وتفتح قلوبهم للإسلام.
ثم إن هذا سيمنع الخلاف بين الصحابة؛ لأن أحد الصحابة -كما ذكرنا- جاء إليه وقال: أعطيت دحية الكلبي هذه، فقد ينظر بعض الصحابة إلى أنه أعطى أحد الصحابة شيئاً قد يناسب غيره من عموم الصحابة، وبذلك قطع الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وكانت هذه بداية خير كبير للسيدة صفية، فقد أصبحت أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وروت الكثير والكثير عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.