أول شهيد يلفت نظرك: هو حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه؛ فسيد الشهداء هو حمزة رضي الله عنه، أسلم في العام السادس تقريباً من البعثة النبوية، أي: قبل عشر سنوات من غزوة أحد، وسلك طريقاً طويلاً جداً من الكفاح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ سواء في فترة مكة أو في فترة المدينة، سواء في داخل الشعب أو في أثناء الهجرة أو بعد إقامة الدولة أو في بدر، فقد رأينا له مواقف مميزة في بدر، وكان المشركون يقولون: من هذا الذي كان معلماً بريشة في صدره؟ قالوا: إنه حمزة فقالوا: هذا الذي فعل بنا الأفاعيل، كان له طريق طويل في الجهاد حتى أكرمه الله سبحانه وتعالى بالشهادة في يوم أحد.
وكان حمزة قبل الإسلام مجرد رجل يحب الصيد والمتعة واللهو، ويسجد لصنم، عاش حياة ليس لها قيمة ولا وزن في حياة الأرض، وبعدما أسلم انتقل من كونه سيداً في قبيلته الصغيرة إلى كونه سيداً لشهداء الأرض أجمعين يوم القيامة، واستشهد في يوم أُحد رضي الله عنه.