للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معرفة المسلمين شؤم معصية أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم]

من الآثار والحكم: أن يعلم المسلمون شؤم معصية أمر الله عز وجل، وشؤم معصية أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:٦٥] هذه الآية نزلت في ظرف معين وفي حدث معين، لكن الأوضاع عامة تشمل كل الأحداث، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، وإذا لم نحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في أمور حياتنا في كل صغيرة وكبيرة؛ فإننا سنصاب بمثل مصاب أحد، فمشكلة أحد الرئيسة بدأت من أن مجموعة من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمهم به.

وهذا أمر خطير؛ لأنه إذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فلا خيرة لنا، قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:٣٦]، وإذا لم نأتمر بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام قال: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} [الأحزاب:٣٦]، فيحصل مثل أُحد وأعظم منها.

وأُحد تتكرر كثيراً في حياتنا، كم قد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأمور وخالفنا هذه الأمور، ويخيل لنا أننا نعمل ما هو أفضل وأصلح لنا ولأمتنا، أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم التعامل بالربا ونتعامل أحياناً بالربا، ونقول: إن هذا فيه خير للأمة، أمرنا بعدم الإباحية والمجون والفواحش، ومع ذلك يرتكبها كثير من المسلمين ويصرحون بها ويجاهرون بها، سواء كان للسياحة أو لحرية المرأة، أو للترفيه، أو لأخذ قسط من الراحة، مبررات كثيرة جداً كلها مخالفة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك تفعلها وأنت تعلم أنك مخالف، فهذا يؤدي إلى مصائب كثيرة.

فالمصيبة التي حدثت في أُحد هي إحدى نتائج المعصية، وكان هذا أمراً لافتاً للنظر، فلو كان الأمر مرّ بسلام لما عرفنا أن مخالفة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام قد تؤدي إلى مصيبة، حتى في وجود ذلك الجيل العظيم من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.