في هذا الأسبوع كان لا يقوى صلى الله عليه وسلم على المسير، فكان يتحامل على الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وكانت قدماه تخط في الأرض لا يقوى على المشي، وكان صلى الله عليه وسلم عاصباً رأسه، وقضى هذا الأسبوع الأخير كما ذكرنا كله في بيت عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يكاد يتكلم في هذا الأسبوع إلا بصعوبة شديدة، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:(ما رأيت رجلاً اشتد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:(أنه دخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكاً شديداً، فيقول عبد الله: فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أجل.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئات كما تحط الشجرة ورقها).