للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ابتداء المسلم حياته الجديدة بمغفرة الله عز وجل له]

النقطة الثامنة: أن المسلم يستطيع أن يبدأ بداية جديدة دون أخطاء، ويبدأ بصفحة بيضاء دون خطايا أو ذنوب مهما فعل قبل ذلك، فالمسلمون في أُحد أخطئوا خطأً فادحاً كما ذكرنا، عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وارتكبوا كبيرة من الكبائر هي الفرار من الزحف، ومع ذلك تنزل الآيات بالمغفرة للمسلمين عدة مرات، قال الله عز وجل وهو يصدر الحديث عن قصة أحد: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:١٣٣].

ثم ذكر من صفات هؤلاء المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران:١٣٥]، وبعد قليل في الآيات قال: {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} [آل عمران:١٥٢] ثم قال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران:١٥٥]، فسبب الفرار من الزحف أن الشيطان استزلهم ببعض ما كسبوا، ثم ذكر العفو مباشرة فقال: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران:١٥٥]، فالصفحة البيضاء للمذنب تفتح أمامه طريق العمل الجديد.