من الآثار والحكم: إعلام المسلمين أن خطأ البعض يعم على كل المسلمين، فالذين خالفوا هم أربعون صحابياً فقط، نزلوا من فوق جبل الرماة، فحدثت كل التداعيات الخطيرة داخل موقعة أحد نتيجة مخالفة هؤلاء الأربعين، وهذا يدل على قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الصف المسلم، فنحن كجيل يريد أن يرفع رأسه وسط العالمين ويقود الأرض إلى الخير، لابد أن يبحث عن الأمراض التي تصيب الأمة، انظر إلى جارك وأخيك وصاحبك وأولادك وأبيك وأمك ورحمك، كل الدوائر التي حولك إن رأيت فيها معصية أو أخطاء أو منكراً أو بعداً عن رب العالمين سبحانه وتعالى فاعلم أن ضرر ذلك لن يصيب هؤلاء فقط، بل سيقع الضرر عليه وعليك وعلى الأمة بكاملها، وتذكروا حديث السفينة الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:(مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، قالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا).
هم يريدون خيراً بهذا الأمر، لكن لا يدركون ما وراءه، فما بالك لو كانوا يريدون شراً؟ هم يريدون أن يتجنبوا إيذاء غيرهم؛ لذلك يريدون أن يخرقوا خرقاً في الجزء الأسفل من السفينة، وهذا سيؤدي إلى غرق السفينة، يقول صلى الله عليه وسلم:(فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً) أي: أن السفينة ستغرق، فالذي عصى والذي لم يعص كلهم سيغرقون، ثم قال:(وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً).
هذه فائدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجدير بالأمر أن مرض الدنيا الذي ظهر يوم أُحد كان له جذور سابقة ليوم أحد، فلابد للمسلمين أن يحذروا من هذه الأمراض التي تفشت في جيش أُحد.