هل هذا كل شيء أردنا أن نذكره عن رسولنا صلى الله عليه وسلم؟ لا، فالبعض يتعجب من الحديث عن السيرة النبوية في ست وأربعين محاضرة متتالية، شملت الفترة المكية والمدنية، ويظن أن هذا يعتبر كثيراً، ولكني أقول: إن هذه بداية وليست نهاية؛ لأن السيرة النبوية فيها جوانب هائلة من المستحيل أن نحيط بها في مئات المحاضرات، ونحن أتينا على بعض الجوانب في هذه السيرة النبوية من حياته صلى الله عليه وسلم فقط.
هناك جوانب أخرى كثيرة من جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى تفريغ وقت، وإلى بذل جهد لكي تدرس وتفهم؛ لذا سنحاول إعداد بعض المحاضرات الخاصة بحبيبنا صلى الله عليه وسلم، فعلى سبيل المثال: سنتكلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام وأخطاء المؤمنين، وعن الرسول عليه الصلاة والسلام والدولة الشاملة، والرسول عليه الصلاة والسلام وحل مشكلات العالم، والرسول عليه الصلاة والسلام وفقه المعاملات، وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، والجانب الأخلاقي في التشريعات الإسلامية المختلفة، والرسول عليه الصلاة والسلام وفن امتلاك القلوب، والرسول عليه الصلاة والسلام وما تميز به عن عموم المسلمين، وخصائص حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومعجزات الرسول عليه الصلاة والسلام سواء كانت القرآن الكريم أو المعجزات الحسية التي رآها معاصروه، أو الإنباء بالغيب، أو الإسراء والمعراج، إلى أشياء كثيرة جداً نحتاج أن نفصل فيها في حياة حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
بالإضافة إلى جوانب كثيرة متعلقة بخصائص حياته صلى الله عليه وسلم، مثل فن الإدارة، فن القيادة، فن التغيير، فن الخطابة، فن تربية الأطفال، وغير ذلك من فنون إبداعية تحتاج إلى تفصيل ودراسة وتعمق.
هذه بعض البحوث التي سنعملها إن شاء الله في الفترات القادمة، وهي مجرد فصول من كتاب ضخم كبير يستحيل إتمامه أبداً، وسيظل الدعاة والعلماء ينهلون من هذا النبع الصافي إلى يوم القيامة.