[وصف الله سبحانه حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمنافقين بعد نقض بني قريظة العهد]
وصف الله سبحانه وتعالى هذا الأمر في سورة الأحزاب:{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}[الأحزاب:١٠] من الشمال ومن الجنوب، {وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}[الأحزاب:١٠ - ١١].
مرحلة الزلزال مرحلة خطيرة، ولا بد منها قبل أن يأتي النصر، ولكن إذا أتت فالحمد لله، معنى ذلك: أن النصر قريب إن شاء الله: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}[البقرة:٢١٤].
أما المنافقون فقد كان وضعهم مختلفاً، كان المشركون حول المدينة من الشمال، واليهود من الجنوب، ولا أمل مطلقاً في نظرهم في النجاة:{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}[الأحزاب:١٢] وبعضهم قال: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط.
وبدأ المنافقون في التسرب من الصف:{وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا}[الأحزاب:١٣] والحمد لله بدأت تنقية الشوائب وبدأت تنقية المنافقين من الصف، وبدأ يقترب النصر.