للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن طرق نشر الحداثة وتسويقها على ضعفاء العقول والإيمان ما يقوم به الحداثيون نحو بعضهم من إطراء فج ومديح مستهجن، على الرغم أنهم انتقدوا الشعراء والنقاد والعلماء الأقدمين الذين تركوا تراثًا ضخمًا ومنه بعض المدائح والإطراءات، فانتقدهم هؤلاء واعتبروا ذلك دليل تخلف وتكسب بالمديح، غير أننا وجدنا أنهم ارتكبوا ما انتقدوا، وبشكل أكثر وأبشع، إذ مدحوا ما يستحق الذم، وأشادوا بما هو أهل للإهمال والترك، ومن أمثلة ذلك المقدمة التي كتبها سعيد عقل لديوان توفيق صايغ المسمى "الأعمال الكاملة، المجموعات الشعرية" وكان مما قاله سعيد عقل: (إن كتابه لا ليقرأ، إنه ليغدو خلجات فيك، ودمًا دافقًا ونارًا، إنه مزيج من شبق ولاهوت، من كشف علمي وخطيئة وبرارة ملائكية أولى) (١).

والقارئ العاقل عندما يقرأ ما يسمى شعرًا لتوفيق صايغ، يجد أنه عديم الفائدة الفنية، قليل الجدوى، ركيك اللغة، سقيم الأسلوب، بليد المعنى، ومن أمثلة ذلك:

قوله:

(قدماي نطنطا

للباز بومه

وللدودة لا يخدش الصخر طراوتها

يومكما أمر

ساعاته دنان

لوتعي الشفاه

قدماي تسابقتُما

إلى حيث انقلبتما أذنين) (٢).


(١) المجموعات الشعرية لتوفيق صايغ: ص ١٨.
(٢) المصدر السابق: ص ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>