ما ثَمَّ من انحرافات في هذا الركن من أركان الإيمان وهو الإيمان بالكتب المنزلة، فإننا نجد أنهم قد ضلوا في ذلك ضلالًا بعيدًا، شأنهم في ذلك شأن انحرافاتهم الأخرى في أركان الإيمان الأخرى، فهم لا يعطون الكتب الدينية والوحي المنسوب إلى اللَّه تعالى أي احترام، سواء كانت نسبتها إلى اللَّه تعالى حقيقية كالقرآن وصحيح السنة أو فيها ما لا يصح نسبته إلى اللَّه مثل التوراة والإنجيل، بل يجعلون هذه الكتب أقل منزلة واحترامًا من الدساتير والمذاهب والمناهج التي يؤلفها بشر، بل اخترعوا مناهج سموها عقلية وتاريخية ونقدية وموضوعية، وجعلوها مهيمنة على نصوص الوحي.
ولقد جنى أهل الدين النصراني واليهودي على التوراة والإنجيل جناية عظيمة حيث جعلوها عرضة للتلاعب بما يفعلونه في هذه الكتب المنسوبة في أصلها إلى السماء، فلا يفتأ الناس هناك يرون على هذه الكتب عبارات تعلو غلاف هذه الكتب مثل "مزيدة ومعدلة ومنقحة" وهي عبارات يكتبها مؤلفوا الكتب على كتبهم بعد إضافة أبواب أو فصول أو مباحث أو فقرات، وهي عبارات تسبق أو تقفى بجملة حقوقية قانونية وهي "حقوق الطبع محفوظة".
وهكذا صنع أهل الكتاب بكتابهم حيث أجروا وما زالوا يجرون تعديلات وإضافات عند ابتغاء إصدار نسخة جديدة منه!!.
وقد أدى ذلك إلى اجتراء الملاحدة والماديين على الكتب السماوية، والوحي، وعلى اللَّه تعالى وملائكته ورسله.
وعندما أخذ المستغربون من أبناء المسلمين ما أخذوا عن أساتذتهم الغربيين من انحرافات وأباطيل كان من ضمن ذلك انحرافاتهم في الكتب المنزلة عامة، والقرآن العظيم خاصة، ولا يبرح هؤلاء يمارسون سياسة الاسترضاء لأسيادهم حتى أقدموا على التطاول الصريح على مقام الوحي المعصوم، وجعل القرآن والسنة مكانًا لألاعيب الشبهات التي عبثت بعقولهم المستطرقة.
وإذا نظرنا إلى ما كتبه أعداء الوحي من العرب فإننا نجد أنهم لم