للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها، فيعد بسبب ذلك أول الماديين المحدثين (١).

٢ - ديفيد هيوم (١١٢٣ - ١١٩٠ هـ/ ١٧١١ - ١٧٧٦ م): وهو فيلسوف ومؤرخ واقتصاديّ اسكتلندي ملحد، آراؤه الفلسفية مبنية على إنكاره لوجود اللَّه تعالى، وإنكاره لأسس الأخلاق وفكرة السببية بين الأشياء، انتقل من عداوته للميثافيزيقيا إلى الدين ذاته، ولكي يهدم أصول الأخلاق ذكر بأن سلوك الإنسان عمل آليّ محض، ولا يوجد في الإنسان ما يسمى الإرادة الحرة، وزعم أن الدافع الأساسي لسلوك الإنسان اللذة والألم فقط، انتهج المنهج الشكي وقال به، وأدخل المنهج التجريبيّ إلى حقل العلوم الأخلاقية (٢).

٣ - ديني ديدرو (١١٢٥ - ١١٩٨ هـ/ ١٧١٣ - ١٧٨٤ م): وهو فيلسوف ومفكر فرنسيّ، من مفكري حركة التنوير، أصله ألمانيّ، قرن بين الأدب والفلسفة، مرَّ في ماديته وإلحاده بعدة مراحل: كان ماديًا، ثم وصل إلى اعتناق مبدأ وحدة الوجود (٣)، وناظر رجال الدين من منطلق عقلانيّ ماديّ مناهض لرجال الدين، ثم انتقل إلى المذهب الربوبيّ (٤)، ثم انتقل إلى الإلحاد وتأثر بالنزعة الإلحادية الجريئة عند هولباخ، وعنده أن التجربة


(١) انظر عن توماس هوبز: معجم الفلاسفة: ص ٦٥٣ - ٦٥٥، وتاريخ الفكر الأوروبي الحديث لرونالدسترو مبرج ترجمة أحمد الشيباني ٢/ ٢٢، وموسوعة أعلام الفلسفة ٢/ ٥٤٩، وكواشف زيوف: ص ٤٢٨.
(٢) انظر عن ديفيد هيوم الموسوعة الفلسفية للحفني: ص ٥١٨ - ٥٢٠، وموسوعة أعلام الفلسفة ٢/ ٥٧٤، ومعجم الفلاسفة: ص ٦٦٩ - ٦٧٠ وفيه أنه أصيب بانهيار عصبي ولم يشف إلّا بعد عدة سنوات، واتهم بالهرطقة لعدائه للدين وأدرجت الكنيسة جميع كتبه في لائحة الكتب الممنوعة، وكان صديقًا لجان جاك روسو وآواه روسو ودبر له ملاذًا وفي نوبة هذيان لروسو ظن بهيوم الظنون بأنه يدبر مؤامرة ضده وراح يشيع عن خيانة هيوم له، فتأمل كيف اتخذ الغرب هؤلاء المجانين علماء وموجهين!!. وانظر: كواشف زيوف للميداني: ص ٤٢٩ - ٤٣٢.
(٣) سيأتي بيان معنى وحدة الوجود بمفهومه الغربي ص ١٣٩.
(٤) سيأتي شرحه ص ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>