للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدرجات الجامعة وفصول المدارس في القاهرة وبيروت وبغداد ودمشق، وسواء كان هناك أم هناك فهو يعاني معاناة الأنبياء، هو المسافة بين التراث والرؤيا الحداثية في الشعر، وبين الواقع وهذه الرؤيا، فالتراث عندنا -ولو أن خامته عند بعض أسلافنا كأبي نواس ليست فوق الشبهات- إلّا أن له قداسة العقائد الدينية، والعقيدة مهما تناقضت مع حياتنا اليومية، فهي دائمًا على صواب ونحن على خطأ، لذلك كان الانفصال بين أنبياء الحداثة في شعرنا وبين التراث، مجرد انعكاس للانفصال التاريخي بين العقيدة والسلوك) (١).

وفي ثنايا هذا الكتاب يتحدث عن قرينه أدونيس، ويشرح بعض مضامين ما يسمى شعرًا فيقول: (. . . ثم يشير بلهجة الأنبياء إلى البطل المنقذ الذي يخلص شعبه من خطاياهم بالفداء العظيم) (٢).

الاتجاه الثاني: إطلاق أسماء وأوصاف الرسل على سوى شعراء وأدباء الحداثة:

ومنشأ هذا الانحراف عندهم، ما سبق ذكره من استهانتهم بالدين وقضاياه وأصوله وأركانه، ومن سقوطهم في حمأة الجاهليات المعاصرة واندارجهم في الإطار المادي الغربي، وتأثرهم بكلمات أساتذتهم الغربيين، وسيرهم على منوالهم في العقائد والأفكار، بل حتى في الألفاظ والعبارات والمصطلحات مع جهل عميق بالدين الإسلامي، وعداوة مستحكمة، واستخفاف متعمد.

وإطلاقاتهم في هذا عديدة كثيرة تشي بعمق الانحراف في هذا الركن العظيم من أركان الإيمان.

فعند أدونيس الرغيف نبي (٣)، والبريق نبي (٤)، والجسد نبي (٥)، ورأس


(١) شعرنا الحديث إلى أين: ص ١٩ - ٢٠.
(٢) المصدر السابق: ص ١٣٨.
(٣) الأعمال الشعرية الكاملة ٢/ ١٣٠.
(٤) المصدر السابق ١/ ٤٧٣.
(٥) المصدر السابق ٢/ ٦٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>