للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام ما لم يؤمن بها ويقر بكل قضاياها الثابتة.

والإيمان بالغيب باب واسع يدخل تحت عنوان مسائل جليلة ومسائل دقيقة.

فالإيمان باللَّه تعالى ربًا وخالقًا وإلهًا له الصفات الحسنى غيب، بل هو أعظم وأجل قضايا الغيب وكذلك الإيمان بالملائكة، والإيمان بالرسل الذين أخبرنا الوحي بأخبارهم وأخبار أممهم والرسل الذين لم يخبرنا بهم، والإيمان بالوحي ونزوله على الأنبياء سواء في الكتب المنزلة أو غيرها غيب، واليوم الآخر وكل قضاياه غيب، والقدر المكتوب في اللوح المحفوظ غيب، ولا يعرف هذا الغيب إلّا إذا وقع القدر في الواقع، فها هي أركان الإيمان العظيمة تدخل في هذا الباب الواسع الكبير، ولذلك جعل اللَّه الإيمان بالغيب قاعدة للإيمان كله، وأول صفة في صفات المؤمنين أنهم يؤمنون بالغيب {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)} (١).

ولكن الإيمان بالغيب لا يقتصر على هذه القضايا الجليلة التي هي قواعد الاعتقاد وأساس الديانة، بل أخبرنا اللَّه تعالى عن أمور غيبية عديدة فصل بشأن بعضها ولم يفصل في شأن البعض الآخر.

ومن أمثلة القضايا الغيبية التي أخبرنا اللَّه تعالى بها: الشيطان والجن، وما يتبع ذلك من قضايا السحر والكهانة والتنجيم، وأخبار عن أمور وقعت في القديم مثل بدء خلق السموات والأرض وبداية الخليقة وكيف تناسلوا وماذا حدث من بعض أبناء آدم، وأخبار ذي القرنين والخضر وأهل الكهف.

وأخبار عن أمور سوف تقع في المستقبل، مثل يأجوج ومأجوج، ونزول عيسى، وخروج المهدي، والملحمة الكبرى بين المسلمين وعباد الصليب، وانتصار المسلمين على اليهود، وأشراط الساعة، وغير ذلك.


(١) الآيات ١ - ٣ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>