للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تغيب في الشرق) (١).

وفي مقطوعته الصارخة الإلحاد التي سماها "رحيل في مدائن الغزالي" تحت عنوان أكبر هو "السماء الثامنة" لم يبق في كنانة حقده سهمًا إلّا صوبه للإسلام، ومن ذلك أن يصف المسلمين بالموتى لأنهم يدخلون في نفق أخضر، يريد به الإسلام، وفي كتاب، يريد به القرآن، ويصور أن الشمس -أي المعرفة- مستضعفة عندهم؛ لأنهم متعلقون بالغيب، ثم يتبجح بأنه لا يبالي بطرح هذه الأقوال ولا غيرها، ولا يأبه بالوعيد الشرعي والتخويف بالعذاب والنار؛ لأنها -عنده- مجرد خيمة كسر فيها كل ما يتعلق بها من أحكام ووعد ووعيد، وكسر كل المخاوف، وأنه يعرف خلجات التوعد في الجسم العتيق المريض -يريد الإسلام- أنها ليست بشيء، ثم يخاطب المسلمين بأن يجتنبوا هذا الطريق لأنها لا توصل إلى شيء، ويصفها بأنها طريق نصبتها الأنصاب والأشباح، هذه معاني بعض هذه المقطوعة الآسنة النتنة والتي يقول فيها:

(أهدم كل لحظة

مدائن الغزالي

أدحرج الأفلاك فيها، أطفيء السماء. . .

ويدخل الموتى ويخرجون

من نفق أخضر - في مدائن الغزالي

يأتون في كلام

يئن، في دروب كالملح، في كتاب

يموت، دفتاه

رقص وصافنات


(١) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>