للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقول ممدوح عدوان:

(وآلاف الحناجر كل يوم تتخم الدنيا

تؤذن للصلاح وللفلاح. . ولا يمر الصوتُ في الصحراء

ينبه غافلًا يقضي. . ولا يدري

بأن الفقر، أن الغدر في الملأ

وأن النار في الدهماء

ويأبى أن يمر الصوت في الصحراء. . .

جميع رجالنا ماتوا

وهم يتولون آيات من الإسراء) (١).

ويقول:

(سوق النخاسة تفتح عند الأذان بصوت بلا المؤلب

"اللَّه أكبر

حي على الثأر من فقراء البلاد") (٢).

وقد يشتمون المؤذن ويسخرون منه، ويتضايقون من صوته، كما هي حال الشياطين عند سماع الأذان، ومن ذلك قول الفوضوي العابث محمد شكري في روايته الشطار التي تتحدث عن سيرة حياته: (أبقى في القهوة حتى تغلق بعد منتصف الليل أهيم في الشوارع منتظرًا باب اللَّه "المسجد الكبير" أن يفتح عند صلاة الفجر، أنام في أحد أركانه، على حصير تفوح منه رائحة الرطوبة البشرية، الحارس الخفاشي الدائم، أو أي نعّاق مسجدي عابر، يأتي فيزعزعني في سباتي ويطردني. . .) (٣).


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لممدوح عدوان جـ ١ الظل الأخضر: ص ١٩ - ٢٠.
(٢) المصدر السابق جـ ١ أقبل الزمن المستقبل: ص ١٢٠.
(٣) الشطار: ص ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>