للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سألت الشيوخ، فقيل

تقرب إلى اللَّه، صل ليرفع عنك الضلال، صل، لتسعد

وكنت نسيت الصلاة، فصليت للَّه رب المنون

ورب الحياة، ورب القدر

وكان هواء المخافة يصفر في أعظمي، ويئز كريح الفلا

وأنا ساجد راكع أتعبد

فأدركت اني أعبد خوفي، لا اللَّه.

كنت به مشركًا لا موحد

وكان إلهي خوفي

وصليت أطمع في جنته

ليختال في مقلتي خيال القصور ذوات القباب

وأسمع وسوسة الحلي، همس حرير الثياب

وأحسست أني أبيع صلاتي إلى اللَّه.

فلو اتقنت صنعة الصلوات لزاد الثمن

وكنت به مشركًا لا موحد

وكان إلهي الطمع. . .) (١).

فهو يأخذ المبدأ الضال الذي يقوله بعض المتصوفة "ما عبدتك رغبة في جنتك ولا خوفًا من نارك" ثم يتذرع به إلى ترك العبادة، كما تذرع فلاسفة المتصوفة من أصحاب الاتحاد ووحدة الوجود، يترك التكاليف، وهنا يلتقي العبث الصوفي مع العبث الحداثي في درب يوصل سالكه إلى سقر وبئس المقر!!.


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٥٧٨ - ٥٧٩. وانظر له من هذا النوع: ص ٣٦٧ - ٣٦٨، ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>