للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأغتال أوثاني وأبكي وأكفر) (١).

وهكذا نجد أن المجاهرة بالكفر والانتماء إليه أضحى من أسهل الأمور، وأيسرها على لسان شاعر الحداثة، ونرى أن التلاعب بلفظ الكفر ومضمونه يهيء الفرصة لللاعبين في هذا الحقل أن يفاخر الواحد منهم بانتسابه إلى الكفر والضلال من غير مراعاة لأي ضابط أو احتياط من أي نقد أو خوف من أي حكم!!، واستتبع انتماءهم الفكري للكفر وافتخارهم الشعري به، انتماء لأمم أخرى، لا رابط بينهم وبين العرب إلّا الرباط الجاهلي الذي جعل كفار مكة يفرحون بانتصار الفرس على الروم، لكون الفرس مثلهم في عبادة الأوثان.

ها هو توفيق زياد يفتخر بأسياده الروس، ويسخر بإطلاق لفظ الكفر عليهم:

(في هذه النشره

الروس الكفار يطولون الزهره. . .

موسكو هذه المره

كسر الروس الكفار الجره

يكتشف الأسرار إلى الزهره

وتقول مصادر موثوقه

إن الإنسان، الإنسان هناك

العامل والفلاح هناك

أقسم أن تشرق راية أكتوبر

وترفرف في كل سماء) (٢).


(١) المصدر السابق ٣/ ٣٨٩. وانظر: ص ٣٥٨، ٣٨٦ وغيرها.
(٢) ديوان توفيق زياد: ص ٩١ - ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>