وهكذا تتضح حقيقة هذا الاتجاه، في موقفه من الإسلام وكل ما يمثله من عقائد وأفكار وأشخاص وأشياء، وإن ذلك ليعني بكل وضوح وجلاء أن القضية ليست قضية تجديد وتحديث بقدر ما هي قضية تهديم وتخريب.
وإن عاقلًا لا ينتظر من قوم هذه عقائدهم إلّا ما ينتظر من الطوفان الجارف والعاصفة المدمرة، والطاعون الوبيء.
ويعود -كلما حانت فرصة لهواه- إلى مهيار الدمشقي "ذاته وعقيدته" ويتمدّح بقدرته على الإحراق والهدم والتدمير، ثم يصف الجامع بالوقوف والتحير والجمود، في حين أن الطبيعة التي يعبدها من دون اللَّه تسافر وتتحرك وتتقدم، يقول:
(والجامع الواقف كي تسافر الطبيعه)(١).
وفي مكان آخر من هرائه المسمى ديوانًا، خرق لنفسه وأتباعه طقوسًا للافتراس، ومنها المسجد ويحذر منها قائلًا: