للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كحبات الزعرور الأحمر) (١).

وهكذا ينصب أحابيل كلماته وتلاعباته اللفظية ليخدع السذج والمغفلين، يقلب المعاني قلبًا كاملًا، فهو كمن يصف الظلام بالضياء، والنور بالعتمة، وليس هذا عجيبًا على امرئ طمست الجاهلية والشهوانية بصيرته، ولكن العجب أن ترى أفواج المعجبين والمعجبات يحطون على إفرازاته الكلامية هذه.

وفي معرض ذمه لأخلاق العفاف عند المسلمات ودعوته إلى الإباحية يضع أمه رمزًا لذلك ويقول:

(فأمي "دقة قديمة" ولا تفهم كيف يكون للمرأة

حب أول وثان وثالث وخامس عشر

أمي تؤمن برب واحد وحبيب واحد وحب واحد) (٢).

هذه "الدقة القديمة" التي يصف بها نزار عفاف المسلمات هي التي يسعى في أكثر كلامه إلى وأدها وإذهابها من الواقع جملة وتفصيلًا، ليقوم في مكانها سوق النخاسة الذي يصول فيه الشهوانيون ويجولون على كيان المرأة، بعد أن يخدعوها بأن هذه هي الحرية، وهذا هو التقدم.

وعلى كل حال فإنه قد أكثر من هذا الكلام وكرره تكرارًا مملًا (٣).

وعلى نحو من هذا الهجوم على العفاف قول محمود درويش:

(تقول شيئًا ما عن النهر

المخبأ في عباءات النساء القادمات من الخريف) (٤).


(١) المصدر السابق ٢/ ٣٩٨.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٧٢٨.
(٣) انظر: المصدر السابق ٢/ ٦٣٦، ٦٦٧، ٧٢٨، ٨٠٦ - ٨٠٧، ٨٧٥، ٩١٢ - ٩١٣ و ٣/ ٢٣.
(٤) ديوان محمود درويش: ص ٦٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>