العوائق، فالدين أفيون وخرافة، والأخلاق من اختراع الإنسان وهي غير ثابتة، والمجتمع عدو، أو كما تقول الوجودية:"العدو هو الآخر".
فما الذي حدث بعد نزع إنسانية الإنسان، وبعد إلقائه في جب الحيوانية، وبعد تلويث فكرة الدين والأخلاق والتقاليد القويمة، وتقذيرها وتدنيسها؟.
لقد ارتكست النفوس، وتحطمت مقومات المجتمع وأصبحت الغرائز والشهوات والأهواء هي المسيطرة والغالية، أمّا القيم والأخلاق فقد زويت في زوايا النسيان، وإن مارسها أحد فلغرض مصلحي أو باستحياء واعتذار وتبرير.
انفلت عقد المجتمع وتناثرت حباته على قارعة الإهمال أو في مزابل الأرجاس.
وجاء المنخدعون من أبناء المسلمين بأسوأ وأقذر ما لدى الغرب المريض، جاؤوا بالأمراض والعلل النفسية والاجتماعية، ينشرونها على أنها هي وسائل الإنقاذ، ويبشرون بها على أنها هي مقومات النهضة، وهي في الحقيقة ليست سوى السم الزعاف والمرض العضال، الذي يشتكي منه عقلاء الغرب اليوم.
جاؤوا بنفسيات مريضة بالجنس والدعارة والانحلال، زاعمين أن ذلك من مقتضيات التحضر والتحرر!!، ونزلوا ساحة المجتمعات الإسلامية بهذه النفسيات الملتوية المريضة، وبأفكار مترعة بالجهل والضلال والانحراف، وأعملوا معاولهم في بنيان هذه المجتمعات، وما زالوا في هذا العمل التخريبي سائرين، ولن يكفوا حتى يروا المجتمعات الإسلامية الممزقة مفتتة أكثر، لينعموا بالفتات وفتات الفتات، ويسعدوا بذوبان هذه المجتمعات بصورة كاملة في مجتمعات أسيادهم وطواغيت المذاهب العلمانية والحداثية، ولكن اللَّه غالب على أمره، والأمة -بعون اللَّه- محفوظة، وما زالت في عروق أبناء المسلمين دماء تثور حمية لدينها وأمتها.