للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المختص بالأخلاق فأغنى ذلك عن إعادته هنا، إذ المراد توضيح أن الحرية الديمقراطية المفتوحة هي ما يتعلق بالأمور الشخصية، وخاصة أمور الفساد الخلقي والانحراف الاعتقادي.

وما قيمة الإنسان بغير عقيدة صحيحة؟ وما قيمته بلا أخلاق؟.

والديمقراطية أبعد ما تكون عن العقيدة الصحيحة؛ لأنها ظلت تحت شعارات الحرية تشجع الإنسان الغربي على التحلل من دينه وعقيدته لكونها من الأمور الشخصية التي يتصرف فيها الإنسان على ما يريد، فمن شاء أن يبقى على عقيدة ودين فله ذلك، وليتحمل ما يأتيه من سخرية من المجتمع ومن الصحف ومن أهل الفكر وأهل الفن ومن القصاص والمسرحيين والإعلاميين ورسامي "الكريكاتير" وليستمتع بأجواء التخذيل والتهكم التي تتفنن في صرفه عن الدين والعقيدة، ومن شاء أن يلحد فليلحد ولن يعارضه أحد؛ لأن ذلك من حريته الشخصية، وسوف يجد التشجيع والتأييد لأنها "تحرر" و"اجتراء" و"تطور" و"تنور" وكذلك الأخلاق فمن شاء أن يكون صاحب أخلاق فليفعل وليصبر على كل أنواع النقد اللاذع والتهكم الدائم من كل طبقات المجتمع، الذي ينظر إليه باعتباره حالة مرضية تحتاج إلى علاج.

ومن شاء أن يتحلل من الأخلاق والقيم والتقاليد فيلفعل وسيجد الاحتفال والتأييد والتشجيع والتجيل من الكتاب المتحررين!! ومن أصحاب الفن والأعلام، وأصحاب النوادي والمواخير.

وهنا يُمكن أن نرى الأصابع اليهودية التي من شأنها الإفساد في الأرض {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} (١) تعبث بكل ما يُمكن أن يحسب لصالح الإنسان وإنسانيته، وكل ما يُمكن أن يكون ملجأ للإنسان من الشتات والضياع والتمزق؛ لكي يصبح الإنسان -بعد أن يتردى في الإلحاد والبهيمية


(١) الآية ٦٤ من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>