للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلقني اللَّه، اتهته وجميعهم لا يتهتهون، وهمس في أذني بصوت خافت: اللَّه غير موجود لأن العدالة غير موجودة، وهمست في أذنه بدوري: لو كان اللَّه موجودًا لما كان الوفاء يقابله الخيانة والخيانة يقابلها الوفاء، وكنت يا أمي تلميذًا في التاسعة من عمري وهو زميلي وربط بيني وبينه الإيمان العميق بعدم وجود اللَّه، وظلت قدرتي على الإيمان باللَّه مرتبطة بقدرتك على خيانة أبي. . .) (١).

وفي رواية مدن الملح أشياء من هذا القبيل، ومن أمثلة ذلك قوله: (. . . يا رب يا صاحب الخيمة الزرقاء أنت العالي وتعرف بالقلوب احرس الوادي وجنبه البلاء) (٢).

وقوله: (آكوب أقوى من ربهم) (٣).

وقوله: (أخطر شيء في هذه الحياة بعد اللَّه والمال هو السروال، إذا كانت دكته قاسية أتعب، وإذا ارتخت دكته أشقى وأتعب) (٤).

وفي رواية ألف وعام من الحنين قول من أشنع الأقوال -أستغفر اللَّه من إيراده- يقول الملحد: (المنامة. . . بلدة تعودوا أن يقولوا عنها بأن اللَّه تبرزها في يوم من أيام الغضب) (٥).

ويقول: (. . . ينبغي أن تكون راضيًا في تقليد اللَّه فهو كذلك وحيد لكنه على ما يرام وأنت تعلم أنه لا شقيق له ولا فيا لخرابنا) (٦).

ومن أمثلة الاستخفاف والسخرية باللَّه تعالى: جعل اللَّه تعالى في صفة امرأة كما قال يوسف الخال: (ليس ضروريًا أن يصف الشاعر امرأة يحبها،


(١) المصدر السابق: ص ٧٥.
(٢) مدن الملح ١/ ٥٩.
(٣) المصدر السابق ١/ ٤٦٤.
(٤) المصدر السابق ٥/ ٩٥ وهناك أمثلة أخرى في هذه الرواية منها ٣/ ٢٦٧، ٥/ ٦٢، ٥/ ٢٩٦.
(٥) رشيد بوجدرة ألف وعام من الحنين: ص ١١ - ١٢.
(٦) المصدر السابق: ص ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>