للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موحشة معذبة. . وفُتنا الليل والأسلاك

والأنقاض والقتلى ونصب المجد

في الأرض البعيدة!

واجتاز موكبنا مخاضات الدم الكبرى

إلى شطآن. . جنتنا السعيدة!!) (١).

إنه الفرار من التوحيد وألوهية اللَّه الواحد الأحد إلى وثنية الماركسية التي يصفها بالجنة السعيدة!! ويالها من جنة حشر فيها آلاف وملايين البشر بقوة السلاح والقتل، وما أن حانت لهم الفرصة حتى فروا منها باحثين عن الحرية والنجاة في غيرها، بل العمال الذين هم قوام الثورة الماركسية كانوا أول من ثار على الماركسية في بولندا حتى أسقطوها، ولكن العرب الأتباع لا يفقهون.

ويتجاوب سميح القاسم مع جنته الماركسية القائمة على مبدأ "لا إله والحياة مادة" فيقول:

(أي تنين خرافيّ الألوهة

سمل الأعين في تاريخنا أدمى وجوهه) (٢).

وفي سفوح التحرر الإلحاديّ يتنافس الحداثيون في إظهار كفرهم بكل دين وعقيدة، ومن ذلك ما عبر عنه المقالح في قوله:

(كفرت بهذا الزمان

بكل الزمان

كفرت بصمت الكهوف

. . . بكل قصيدة


(١) ديوان سميح القاسم: ص ٣٢٦ - ٣٢٧.
(٢) ديوان سميح القاسم: ص ٥٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>