للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مجمله ينصب على الشكل إلّا أنه لم يخل من نقد المضمون مثل الغموض والتعمية، وترك قضايا الأمة، وقد اعتبر الحداثيون نازكًا وكتابها قضايا الشعر المعاصر ردة وتخلفًا.

هذه الشاعرة لم تخل من الانحرافات الاعتقادية في شعرها، ولم تسلم من لوثات الحداثيين خاصة في أول اعتناقها للحداثة على يد الأستاذ الإنجليزي الذي علمها هي والسياب والبياتي الشعر الحديث (١) في أشكاله ومضامينه الإنجليزية، وهي بطبيعة الحال تقوم على المادية ومحاربة الدين والسخرية من أصوله وفروعه ومصطلحاته، ومن هنا أخذت نازك الملائكة هذه الانحرافات واسترسلت معها حتى بعد نقدها للحداثة، والذي يهمنا في هذا المقام ذكر انحرافها في باب الألوهية متمثلًا في تأليه غير اللَّه تعالى.

تقول عن نفسها وقد مرضت حتى شارفت الهلاك:

(وستمحوا الأيام ذكر فتاة شغفتها آلهة الشعر حبًا) (٢)

وتقول في مرثية غريق:

(إيه يا ضفة ما ذاك الخيال فوق صدر الموج تحت الظلمات

أإله قد تصباه الجمال؟ أم غريق عزه حبل النجاة) (٣)

وتقول:

(جئت وروحي فزع صارخ باسم إله الصمت باسم العدم) (٤)

وتقول تخاطب حبيبها:


(١) انظر: قضايا الشعر الحديث لجهاد فاضل: ص ٢٩٠، في مقابلة مع يوسف الخال ذكر فيها هذا الأمر.
(٢) ديوان نازك الملائكة ١/ ٤٩٧.
(٣) المصدر السابق ١/ ٥٠٨.
(٤) المصدر السابق ١/ ٥١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>