للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا أن من مقاصد هذا البحث بيان انحرافات أهل الحداثة من خلال كلاهم، لكان الإعراض عن كلام أشد شيعة الحداثة عتيًا أولى من ذكره.

ولنذكر الآن شواهد من كلام البياتي في تأليهه لغير اللَّه، وسخريته واستخفافه بمصطلح الإله. يتحدث في قصيدة بعنوان "ملائكة وشياطين" عن شاعر ويقصد نفسه فيقول:

(أوتاره أهداب آلهة وجناحه أشواق إنسان) (١)

ونحوه قوله:

(وماذا علي إذا لم أكن إلهًا وحلمي توارى وغاب) (٢)

وتحت عنوان البعير المسعور يقول:

(هذا العبير الإلهي نشقته بالأمس وحدي من خمائل شعرها) (٣)

ويقول:

(خياله يطفو على جفني وإن عنك احتجب

إلهه المقتول في كفيه قيثار خشب) (٤)

ويقول عن أحلامه الشاعرية مقتديًا بوثنية اليونان في تعدد الآلهة:

(وفي الجزر النائيات التي تلوذ بها آلهات البحر

سيسمع الحاني الصائدون تغني بها الريح بين الشجر) (٥)

ونحوه قوله:

(هنا رفعت للسماء العقيم قرابينها آلهات القبور) (٦)


(١) ديوان البياتي ١/ ٢٢.
(٢) المصدر السابق ١/ ٥٥ - ٥٦.
(٣) المصدر السابق ١/ ١٠٥.
(٤) المصدر السابق ١/ ١١٩.
(٥) المصدر السابق ١/ ١٢٢.
(٦) المصدر السابق ١/ ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>