للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزيرة العربية) (١).

إلى أن قال: (إسلام النفط يكرر الأصوات السابقة في التراث النقليّ) (٢).

ثم يستشهد بمجموعة من الأحاديث والآثار الحاثة على الاعتصام بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، وترك البدع والمحدثات، ويستخلص من هذه الأدلة أن الإسلام يغلق إعمال العقل التي يطلق عليها وصف البدعة، ثم يشرح هذا المعنى بعبارات طويلة مملة تتلخص في تصويره للإسلام "الاتباعيّ" -كما قال- بأنه رجعية وانحدار وهبوط، ولكنه صاغ ذلك بفلسفة "الخط الأفقي الدائريّ" فيقول: (أمّا المقولة الخاصة بالزمن فتقودنا إلى مفهوم التاريخ الذي يرتد إلى أصله، بالمعنى الذي يوقع التصور الخطيّ الأفقيّ للزمن على تصوره الدائريّ، حيث يتحول الزمن إلى حركة متكررة ثابتة، تقع على نقاط خط منحدر، هابط، بدايته الإيجاب المحض ونهايته السلب المطلق، فلا يغدو التاريخ حركة صاعدة توازي ارتقاء الإنسان وتطور وعيه الموازي لتطور فعله الصاعد على سلم التقدم، درجة درجة، مع التراكم الكميّ والكيفيّ للمعرفة التي يصوغها، والأفعال التي يصنعها، بل يغدو التاريخ حركة هابطة في الزمن الذي هو نفسه حركة دائرية متكررة على خط منحدر، ينحط دائمًا كلما مضينا صوب المستقبل، وتباعدنا عن الماضي الأول الذي هو نقطة البداية والمنهج والأصل والمثال) (٣).

ثم يستشهد على نظريته هذه التي تصور الإسلام داعيًا إلى الهبوط والتخلف بما قاله صنوه في تلمود الحداثة كتاب "الثابت والمتحول" في أن أصل هذا الانحدار والتخلف والهبوط مستنتج من قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (٤).


(١) و (٢) الإسلام والحداثة ص ١٧٩. والكتاب عبارة عن ندوة لمجموعة من الحداثيين إقامتها مجلة مواقف ودار الساقي في لندن عام ١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م وصدر الكتاب من دار الساقي ١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م، وكأنه يريد في كلامه كتابات ابن قيم الجوزية فذكر ابن الجوزي جهلًا وتخليطًا.
(٣) المصدر السابق: ص ١٨١.
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الشهادات، باب: لا يشهد على شهادة جور إذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>