للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصفات اللَّه الثبوتية هي التي أثبتها الباري -عزَّ وجلَّ- لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- يجب فيها ثلاثة أمور:

الأول: إثباتها كما جاءت حقيقة على الوجه اللائق باللَّه تعالى.

الثاني: نفي التشبيه، فلا يشبهه أحد في صفاته -جلَّ وعلا-.

الثالث: قطع الكيف، وهو أن لا يسأل عن اللَّه تعالى بكيف، ولا يقال: كيفية سمعه كذا، أو استوائه، أو وجهه.

ولا يعني ذلك أن صفات اللَّه لا كيفية لها، بل لها كيفية ولكننا لا نعرفها فنفوض علم كيفية الصفات إليه.

والصفات السلبية ما نفاها اللَّه تعالى عن نفسه أو على لسان رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكل ما نفاه فهو نقص يجب تنزيه اللَّه عنه -جلَّ وعلا-، ويجب في النفي أمران:

الأول: نفيها عنه -سبحانه وتعالى-.

الثاني: إثبات ضدها على الوجه الأكمل؛ لأن النفي المحض ليس بمدح إلّا إذا تضمن ما يدل على الكمال، والنفي المحض قد يكون لعدم قابلية المحل له فلا يكون كمالًا، كما لو قلت: الجدار لا يظلم.

ومن الصفات المنفية عن اللَّه تعالى مما جاء في القرآن العظيم قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (١)، فيجب نفي الموت عن اللَّه تعالى وإثبات كمال حياته، وقوله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (٢)، فيجب نفي الظلم عنه -جلَّ وعلا- لثبوت كمال عدله تعالى.

ويلزم إثبات صفات اللَّه تعالى من غير تمثيل ولا تكييف، فالإثبات ضده التعطيل ونفي الصفات، والتمثيل هو اعتقاد مماثل للَّه تعالى في صفاته من صفات المخلوقين.


(١) الآية ٥٨ من سورة الفرقان.
(٢) الآية ٤٩ من سورة الكهف.

<<  <  ج: ص:  >  >>